الوزارة ليست الموارد البشرية فحسب!!!


 الجهل بالشيء لا يُعفي صاحبه من المسؤولية، والقاعدة الفقهية تقول:

" الجهل بالقانون لا يُعفي المغفلين من تبعاته "، وقيادة الوزارة لا تقوم على عمل البصًارة على البيادر، ولا في تطورات عملها على قاعدة " استفتِ قلبك "، ولا أن يقف على بابك الموظفون لبعض حاجتهم وأنت فقط تردد: "بحبه ما بحبه" ،وأنت فوق هذا وذاك لا تملك إلا ذلك القلب الذي يفوق الليل ظلمة وسوادا. أيها الرجل الذي تم اختيارك لتسود غيرك من فقهاء العمل، وبحّارته المحترفين، عليك أن تعرف أن للعمل جانبا فنيّا، وعليك أن تردد بلسان حالك وتقول: سأعمل إن استمررت في قيادته على وقف نزيفه، وتضميد جراحه، ومعالجته حتى لو أصبح كلّ الطلبة أُميّين.

قال أحدهم لمسؤول ذات يوم: ما الذي دهاك يا رجل، لقد اخترناك مسالما تسمع الكلام، ولا تناقش، لك فم يأكل فقط، وأذن تسمع، وعينان لا ترى فيهما إلا ما نرى نحن لك، فماذا حدث؟ اصدقنا القول يا رعاك الله!! فتجبد المسؤول … - حماه الله من عيون الحاسدين،- وكأنه يعاني من قلة نوم مزمن، وقال: أنا بحق لا أعرف ماذا يحدث لي، لكن يبدو أن المشكلة تتعلق بمن يُبلّغني أولا بأول، وبعد اليوم يجب أن أتأكد من تاريخ الصلاحية.

لقد أيقظتنا الأحداث التي نتابعها على الشاشات طيلة الوقت، مع أننا لا نعرف هل هي استمرار لمسلسلات باب الحارة، أم هي حقائق تقع فعلا في أماكن لا نعرفها من العالم، ولم ندرسها حتى في المدارس؟ مع أن المقاعد التي كنّا نجلس عليها أتلفوها ووضعوا بدلا منها _ جزاهم الله كل خير _ فرشات مريحة للنوم، وطلبوا من المعلمين ألّا يستخدموا الجرس مطلقا، كي لا يفسدوا أحلامنا وننزعج، ونزعج غيرنا.

فعلا، ومن القلب شكراً وألف شكر لهذا التطوير الذي نساير به العالم، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.فتبديل الموارد البشرية المستمر، وتقليبهم على غير اتجاه، واستفتاء القلب بهم كالعادة، ليس بالأمر اليسير، بل ويملأ وقتكم ويزيد!!
حفظكم الله، وأسعد ليلكم، وأبقى على اختياركم مرات عديدة قادمة. فنحن لا نملك إلا الدعاء لكم، وذلك أضعف الإيمان.
حماك الله يا وطني مستقرّا، سالمّا، آمنّا