يا عاشقا لمحمد




مَهما تَقــدَّمَ في الزَّمــانِ مَـداهُ
بِالقَلـبِ لا بِالعَيْـنِ نَحـنُ نَـراهُ

مَـلَأَ القُلـوبَ كَمالُـهُ وَجَمالُـهُ
طُوْبـى لَها إِنْ أَصبَحتْ سُكناهُ

هُوَ رَحمةٌ هوَ نِعمَـةٌ هُوَ مِنَّـةٌ
لِلعالَميــنَ إِلهُنــــا أَهْــــداهُ

فيْ قَلبِهِ نَزَلَ الكِتـابُ هِدايــةً
لا رَيْــبَ فـيْ آياتِــهِ فَتَـــلاهُ

فانْزاحَ لَيلٌ بِالجَهالةِ مُطبِـقٌ
وَعَلَتْ تُنيْرُ الكَونَ شَمسُ هُداهُ

لَوْلا النَّبيُّ مُحمَّـدٌ لَمْ نَهتَـدِ
وَلَما عَرفْنــا رَبَّنــــا لَـــوْلاهُ

يا عاشِقـاً لِمُحمَّدٍ مِنْ وَصْفِــهِ
ما حالُ قَلبِـكَ حيْنَ أَنْـتَ تَـراهُ

بَل كَيفَ حالُكَ حيْنَ تَأتيْ كَوثَراً
تَسقيْكَ مِنْ حَوضِ الحَبيْبِ يَداهُ

مِنْ بَعدِ طُولِ تَخَوُّفٍ وَتَلَهُّفٍ
تَلقـاكَ فيْ دَمْـعِ الرِّضـا عَيْناهُ

فيْ مَوْلِدِ الهادي الحَبيْبِ مُحَمَّدٍ
ذِكرى تُجَدِّدُ في الصُّدورِ هَواهُ

سُبْحـانَ مَنْ مَـدَّ اليَتيْـمَ بِلُطفِـهِ
تَقْفـو الخَلائِـقُ هَديَـهُ وَخُطـاهُ

سُبْحانَ مَنْ جَمَعَ البَهاءَ بِوَجِهِهِ
وَذُرى الفَضيْلَةِ سَمْتُهُ وَشَذاهُ

وَكَأَنَّ كُلَّ فَضيْلَةٍ ما عُظِّمَتْ
إلّا لِأَنَّ غِراسَهــــا كَفّــاهُ

كُل الدُّروبِ ضَلالَةٌ وعَمايَة
إِلّا الّتـي لِمُحمَّـدٍ مَمْشــاهُ

والدِّيْنُ يُمنى المَجدِ يَبنيْ أُمَّةً
وَسَنا العُروبَةِ لِلعُلا يُسْــراهُ

مَجدٌ كَحبلٍ في السَّماءِ ذِمامُهُ
وَهُما على طُولِ المَدى طَرَفـاهُ

لكِنَنـا لَمّا سَـلونا أَحمَــداً
فيْ نَهجِـهِ وَقَـعَ الّذيْ نَخشـاهُ

فَتَكالَبَتْ أُمَمٌ عَلى ساحاتِنـا
وَتَجبَّروا واستوطَنوا مَسْـراهُ

وَتَفرَّقَـتْ راياتُنـا وَتَقاتَلَـتْ
والجَهْـلُ شَتَّتَ شَملَنـا بَلْــواهُ

بِكَ نستَغيْثُ اللهَ يا خيْرَ الورى
غَوْثـاهُ رَبَّ مُحمَّـدٍ غَوْثـاهُ

يا أَيُّها المَبعوْثُ فيْنـا رَحمَـةً
وَهِدايَــةً صَلّـى عَليْـــكَ اللهُ