خاص - قال الخبير العسكري والاستراتيجي، الدكتور نضال أبو زيد، إن العديد من المؤشرات تؤكد أن جيش الاحتلال وصل إلى النقطة الحرجة فيما يتعلق بالخسائر في قطاع غزة، ومن ذلك الاصرار على تجنيد الحريديم والمتقاعدين من الاحتياط، ثم المرتزقة من طالبي اللجوء، وأخيرا الحديث عن البدء بتشكيل كتيبة جديدة تضم مقاتلين من سلاح البحرية وذلك بعد تدريبهم على القتال البري، في خطوة تهدف لتعويض النقص الكبير في القوات البشرية.

وأضاف أبو زيد لـ الاردن24 أنه وفي ظلّ هذا النقص في القوى البشرية، أدرك السياسيون أهمية الانسحاب من غزة، لذلك ظهرت خطوتان للاحتلال للتغطية على هذا الانسحاب كي لا تنكشف هزيمتهم؛ الأولى تصريحات الاحتلال بنقل الثقل العسكري إلى الجبهة الشمالية مع حزب الله، والثانية، قرار توسيع أهداف الحرب في غزة لتشمل إعادة سكان المستعمرات الشمالية، مبيّنا أن تلك الخطوة تستهدف الايحاء بأنه إذا انسحب من غزة وذهب إلى تسوية سياسية، فإنه يكون قد حقق أحد أهداف الحرب وهو عودة سكان الشمال.

 

وأشار أبو زيد إلى أن ما حدث من هجوم في لبنان وتفجير أجهزة المناداة (البيجر) يأتي في سياق محاولة الاحتلال استعادة الردع والتفوق مع حزب الله، اضافة إلى محاولة خلط الأوراق بعد أن ادرك قادة الاحتلال عدم قدرتهم على الذهاب إلى عملية عسكرية تقليدية في لبنان، فكان الخيار الثاني عملية عسكرية غير تقليدية يستطيع من خلالها استعادة الردع والتفوق وتبريد الجبهات، بالإضافة إلى دفع "واشنطن التي ترفض خيار الحرب مع حزب الله" لممارسة مزيد من الضغط على المقاومة من أجل تقديم تنازلات تؤدي إلى تسوية سياسية شاملة.