منطقة الشرق الأوسط إلى أين؟!

 
لا مكان آمن في هذا العالم؟ عندما تعطى الأحقية لفئة معينة من المجتمع البشري، تصول وتجول وتبطش في كل من يخالفها أو حتى يحاول استرداد حقه! إذن انتفت صفة الأمن والاستقرار في مجمل النظام العالمي، فكيف يفسر استهداف الأبرياء في غزة والضفة الغربية! وأخيراً ما شاهدناه من تعد صارخ ومفضوح على حقوق الإنسان، بإصابة أكثر من ألف شخص في لبنان نتيجة انفجار أجهزة البيجر، لأسباب سياسية خارجة عن المنطق والقانون، الاحتلال الإسرائيلي يحاول عبثاً أن يفرص قواعدة جديدة وفق أهداف هو يتحكم بها.

الهلع والرعب الذي أصاب الناس في لبنان عقب تفجيرات أجهزة البيجر، وما صاحبه من استنكار ترجمه العالم الحر لقاء الأفعال العدوانية التي تقوم بها حكومة نتنياهو اليمينية ووزرائه المتطرفين، لا يمكن أن يصنف إلا تحت بند فرض السيطرة المطلقة على منطقة الشرق الأوسط، فمن غير المعقول أن تكون الولايات المتحدة خارج تلك الأفعال ( ولا يمكنها التكهن بما حصل) وهي الداعم الرئيسي والأقوى للكيان الصهيوني، وتسندها بالعتاد والسلاح والسياسة والدبلوماسية في كل خطوة وإجراء تقوم به، حتى لو حولت المنطقة العربية في فوضى عارمة، وتصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض، بعدم اطلاع الولايات المتحدة على معلومات الهجوم السيبراني على الأجهزة اللاسلكية المسماه البيچر، لحامليه في لبنان، في حين تسربت معلومات إتصال جرى بين وزير الدفاع الإسرائيلي مع نظيره الأمريكي أخبره بحدوث هجوم وشيك على حزب الله، لهو أمر خطير وليس من المستبعد أن تعامل كل دولة تعارض الاحتلال نفس الأسلوب والنهج، ظناً منه إخضاع العالم لإرادته وأهدافه من المؤكد أنه واهم، لأن الكثيرين لديهم كرامة وحقوق لن يقفوا مكتوفي الأيدي على تلك الممارسات الغير مبررة في انتهاك سافر للقوانين والمواثيق الدولية.

الاحتلال لم يعد يهتم لأي قانون دولي، يستهين ويستخف بقرارات محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية وجميع قرارات الأمم المتحدة من مجلس الأمن إلى الجمعية العمومية. فلا يمكن بحال من الأحوال أن تسود منطقة الشرق الأوسط الاستقرار، والولايات المتحدة الأمريكية التي تزعم أنها تدعم الاستقرار في المنطقة العربية، ولا تتخذ خطوات جادة وصادقة للضغط على حكومة نتنياهو للكف عن استعداء المحيط العربي خاصة دول الطوق. فالحرب على قطاع غزة لم تنته، ومشاهد الدمار والقتل اليومية لا تغادر شاشات التلفاز والمواقع الإلكترونية، إنما هي سياسة مقصودة من الأعمال اللانسانية التي تنتهجها دولة الاحتلال منذ نشأتها العام ١٩٤٨، وتداعيات الهجوم الواسع والصادم والغير متوقع على الدولة اللبنانية، مآلاته لا يعلمها إلا الله. نتنياهو بلا شك يريد أن يجر المنطقة العربية إلى منزلق حرب إقليمية شاملة مقابل بقائه على كرسي رئاسة الوزراء، وتحقيق أماني عرابه جابوتينسكي.