بيان جبهة العمل الإسلامي بين الفوقية والتسرّع!
ينبغي على الفوز بأعلى رقم من المقاعد البرلمانية الحزبية ألاّ تأخذ حزب جبهة العمل الإسلامي نحو نشوة الفوقية، والتصرّف باعتباره أخذ شيكاً على بياض من الشعب لكلّ ما يمكن أن يفعله!
من الواضح أنّ بيان الحزب حول الحكومة الجديدة يشي بذلك، ويشير إلى أنّه لن يعطي الثقة لها، وهذا من حقّه، بل لعلّه مطلوب في الديمقراطية، ولكنّ المُفردات المستخدمة في هجاءالحكومة تجاوزت الأمر إلى الحُكم بأثر تقدّمي، وقبل التجربة، وهذا أمر غريب، ولا نقول: عجيب!
أبسط حقوق رئيس الحكومة أن يختار فريقه، ومن حقّه أيضاً أن يصبر الناس عليه حتى يبان الخيط الأبيض من الأسود، وهناك جلسة ثقة مقبلة سيكون من حقّ الجميع الكلام فيها، نواباً ورئيس حكومة.
التسرّع في الحُكم ليس محموداً، فكما جاءت صناديق الاقتراع البرلمانية بحزب جبهة العمل الإسلامي حاملاً أعلى الأصوات، والكلّ باركها واحتفل بشفافية ومصداقية الانتخابات، فهناك صناديق اقتراع تالية تحت القُبة ينبغي للجميع أن يحترمها، من حيث الثقة وقبلها رئاسة مجلس النواب.
لا يمكن اجتزاء الأمور، بحيث يكون الاردن شفافاً وديمقراطياً حين نفوز، والأردن نفسه يتراجع في الديمقراطية حين لا تسير الأمور حسب أهوائنا، فالبلاد أكبر من حزب، أو حزبين، أو ثلاثة، أو أربعة، أو أربعين، وفي مطلق الأحوال فلم تتضّح الأغلبية لمن حتى الآن!
وكما أعطى الحزب رأيه في بيان، فمن حقّنا أن نقول إنّ الحُكم الأردني هو الوحيد في العالم الذي ما زال، وسيظلّ، يعتبر حركة الأخوان المسلمين من خلال ذراعها السياسي الحزبي طرفاً أساسياً، ولم يحاول كسره كما كان في بلاد غير بلادنا!
ليس هناك من تشكيلة حكومية تُرضي الكلّ، ومن حقّنا جميعاً أن نعلن عن رأينا في فلان أو علاّن، ولكن ليس من حقّنا أن نُسارع إلى شطب التجربة قبل أن تبدأ، فهذا تأزيم لا داعي له، والمرحلة تحتاج منّا المشاركة لا المغالبة، وكما قُلنا في مقال سابق فالثقة حاصلة، باعتبار دراسة التكوينة النيابية، وللحديث بقية!