الأردن و الحالة الوطنية الإبداعية


 التفكير الإبداعي يعتمد على مجموعة من المقومات والعوامل التي تعزز القدرة على الإبتكار والتفكير خارج الصندوق ، و يعد الفضولوالرغبة في إكتشاف المبهم من الأمور وفهمها بعمق الخطوة الأولى في التفكير الإبداعي ، كما تعتبر المرونة و التكيف مع الافكار الجديدة ، و تصورافكار جديدة ومبتكره نقطة مهمه في هذة المسألة ، ومن المهم إمتلاك القدرة على تحليل المعلومات وتقييم الأفكار بشكل منطقي و التعاون مع الآخرين لتبادل الأفكار وتحفيز الإبداع والإيمان بأن الحلول الإبداعية ممكنة وتخدم الهدف بشكل منتج ،وأن يكون العمل في بيئة يسودها التفائل و التحفيز لتوليد الافكار الجديدة و الاستفادة من تجارب الاخرين في هذا الشأن .

ويلعب التفكير الإبداعي على مستوى الدولة اي دولة ، دورًا حاسمًا في التنمية والابتكار ، ويتصدر التعليمهذا التفكير الابداعي كتطوير نظم تعليمية تشجع على التفكير النقدي والإبداع منذ المراحل الدراسية المبكرة ، مثل إدخال مناهج تفاعلية وتطبيقات علمية و تعليمه تحاكي المستقبل وتحافظ على البنية الثقافيه للدول ، كما ان إشراكالمجتمعات المحليةوالمواطنين و الافراد في عمليات اتخاذ القرار والابتكار يعزز شعورهم بالمسؤولية والانتماء ، كما تلعب عملية تقديم حوافز للشركات الناشئة ودعم ريادة الأعمال من خلال برامج التدريب والتمويل دورا مهما في التنمية ، ولا بد ومن التعاون الدولي و تعزيز الشراكات مع الدول الأخرى لتبادل المعرفة والخبرات، مما يساهم في تطوير الأفكار الإبداعية.

التنمية الوطنية الإبداعية تتطلب تظافر جهود متعددة لضمان تحقيق نتائج مستدامة ، وكذلك لا بد لها من مقومات تستند اليها ،ومن أبرز هذة المقومات الإبداعية ،امتلاك نظام تعليمي متطور يركز على تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداع ، ومناهج تعليمية مبتكرة ودعم البحث العلمي دعم حقيقي ، و تطوير الإستثمار في القطاعين العام والخاص وتبني البحث العلمي وتطوير التكنولوجيا ، مع توفير التمويل للمشاريع المبتكرة ، وايجاد بيئة أعمال و بيئة تجارية ملائمة تشجع على ريادة الأعمال وتسهيل إجراءات إقامة الشركات ، و إدارة الموارد البشرية وتطوير مهارات الكوادر البشرية من خلال التدريب والتطوير المهني المستمر، وبناء شراكات حقيقية و تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتبادل الأفكار والموارد.و من ثم العمل على استدامة البيئة وتبني سياسات تحافظ على البيئة و تدعم الإبتكار في حلول بيئية مستدامة و بنية تحتية متطورة و الإستثمار في البنية التحتية التكنولوجية والنقل لتسهيل التواصل والتنقل.

ويعد التوجه نحو المستقبل برؤية استراتيجية واضحة المعالم يتبنى الإبتكار كجزء من التنمية المستدامة وتبني ثقافة الإبتكار و تعزيز ثقافه تُشجّع على التجريب وتقبل الفشل كجزء من عملية التعلم هو السبيل الى التوجة للمستقبل بروح وثّابه ، تأخذ بالتنوع والشمولية لتعزيز الإبداع و تبّني رؤيه إستراتيجية واضحة تعتمد الإبتكار كجزء من التنمية الوطنية الإبداعية المستدامة.

الحالة الوطنية الإبداعية في الأردن تتميز بمجموعة من العوامل والمبادرات التي تسعى لتعزيز الإبتكار والتنمية المستدامة ، و التي عبر عنها جلالة الملك وولي عهده في الكثير من المبادرات الكريمة و الإبداعية من بداية الألفية الثانية وما قبلها بقليل ، ومن اولوياتها التعليم والبحث العلميكان واضحا في الجامعات الأردنية و التي تسعى من خلاله إلى تعزيز التعليم الإبداعي وإيجاد برامج أكاديمية متقدمة ومراكز بحثية تدعم الإبتكار لخدمة هذا الهدف .

كما قاد ولي العهد عملية دعم بيئة ريادة الأعمال و الإهتمام بدعم المشاريع الناشئة ، مع وجود حاضنات أعمال ومراكز دعم رواد الأعمال وهذا ما يعوّل علية الأردنيون في بناء صروح عمل متميزة على أرض الواقع تسهم في جسر الفجوة بين الباحثين عن العمل و فرص العمل المتاحة ، ويتطلع الأردنيون أن يقود ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني الحالة الإبداعية الوطنية بالإشراف عليها بشكل مباشر حتى تؤتي اُكلها بسرعة وإحترافيه متميزة ، وذلك على إغرار ماهو معمول به في بعض الدول المجاورة ، والإستثمار في التكنولوجيا من الأمور المهمة في هذا الصدد ، فقد قامت الحكومة بالإستثمار في التكنولوجيا الحديثة ، مثل الذكاء الإصطناعي والتكنولوجيا المالية ، لتطوير الخدمات العامة.

و تعد المبادرات الحكوميةمثل "الاستراتيجية الوطنية للإبتكار" التي تهدف إلى تعزيز الإبداع في مختلف القطاعات و إيجاد الشراكات الدولية مع المنظمات الدولية والقطاع الخاص لتبادل المعرفة والخبرات ، لإقامة المشاريع المستدامة و التركيز على الحلول المستدامة في مجالات مثل المياه والطاقة لتعزيز التنمية المستدامة ، وتعزيزالثقافة والفنون كمجالات للإبداع والتعبير، مما يسهم في بناء هوية وطنية قوية و متميزة .

ولهذا على الحكومة الجديدةأن تبدأ بوضع إستراتيجيات وطنية قطاعية وبرامج تنفيذية زمنية تأخذ بعين الإعتبار وضع أُسس التقييم العلمي و العملي بعين الإعتبار ، وخاصةَ أن الوضع الإقليمي و الدولي بأسوأ حالاته و الحرب تلوح في الأفق مما يستدعي أخذ ذلك بالحُسبان وأن تكون هناك خطة إستراتيجية لمعالجة التداعيات التي ترتبها الحرب لا قدّر الله وأن يؤخذ بالحسبان توقع الكوارث الطبيعية المحتملة التي نضرع الى المولى أن يجنّب بلدنا هذا و سائر بلاد المسلمين والعالمين كل مكروه ، فأصبح لزاماً علينا أن ندعم خطوات حكومة بلدنا في جميع مفاصل تنفيذ الخطة الإستراتيجة الإبداعية ، ونعيش هذة الحالة بشراكة فعلية وأن نكون معاول بناء لا معاول هدم و خذلان ، وعيون الأردنيين ترصُد بإهتمام كل مفاصل المرحلة ، ولم يعد خافياً على احد أنَّ الحالة الراهنة حرِجة في ظل مديونية تجاوزت الأربعين مليار دولار ونسبة نمو اقل من 2.4% ، ومن هنا نحن بأمس الحاجة إلى التنمية الوطنية الإبداعية والتفكير خارج الصندوق ، ربنا بارك لنا في بلدنا الأردن واحفظ ملكنا المعظم عبداللة الثاني بن الحسين و ولي عهده الأمين إنة نعم المولى و نعم النصير .