الشاي الأخضر مقابل أوزمبيك.. كم ستفقد من الوزن؟
يسهم عقار أوزمبيك -المخصص لعلاج السكري- في فقدان الوزن، وهذا أمر مثبت علميا، ولكن حاليا يتم تداول مزاعم بأن الشاي الأخضر يساعد في التخلص من الوزن الزائد، وأنه "أوزمبيك طبيعي"، فهل هذه المزاعم دقيقة؟
وقالت الكاتبة داني بلوم، في تقرير في نيويورك تايمز، إن الشاي الأخضر يحظى بشعبية على تيك توك، حيث تقترح بعض المنشورات شرب ما يصل إلى 5 أكواب يوميا.
ورغم أن هناك بعض الأبحاث حول الشاي الأخضر والوزن، فإن الأدلة حول ما إذا كان كوب الشاي (أو عدة أكواب) يمكن أن يذيب الشحوم غير واضحة، كما قالت طبيبة طب السمنة في جامعة جونز هوبكنز الدكتورة جيوتسنا غوش.
وتزعم العديد من مقاطع فيديو تيك توك أن الشاي الأخضر يعزز إنتاج هرمون الببتيد الشبيه بالغلوكاغون-1 "جي إل بي-1" (GLP-1)، وهو هرمون تفرزه الأمعاء ويدفع البنكرياس إلى إفراز الأنسولين بعد تناول الطعام. هذا الأنسولين، بدوره، يخفض نسبة السكر في الدم. كما يبطئ هرمون "جي إل بي-1" معدل خروج الطعام من المعدة، ويؤثر على مناطق الدماغ التي تنظم الجوع.
ناهضات GLP-1 .. عائلة أوزمبيك وإخوانه قام العلماء بتطوير أدوية تحاكي عمل هرمون GLP-1، وسمت بناهضات GLP-1 : GLP-1 Agonists. ناهضات GLP-1 هي أدوية تساعد على خفض مستويات السكر في الدم وتعزيز فقدان الوزن. هناك العديد من أنواع مختلفة. وهي مجرد جزء واحد من خطة العلاج الخاصة بك إذا كنت تعاني من مرض السكري من النوع الثاني أو السمنة. غالبا ما تكون ناهضات GLP-1 عبارة عن أدوية قابلة للحقن، مما يعني أنك تحقن دواء سائلا بإبرة ومحقنة. تقوم بإعطاء الحقن في الأنسجة الدهنية الموجودة تحت الجلد مباشرة (الحقن تحت الجلد). تشمل مناطق الجسم التي يمكنك حقنها فيها البطن والفخذين الخارجيين والأرداف العلوية وظهر ذراعيك، وفقا لكليفلاند كلينيك. تشمل الأسماء الأخرى لفئة الدواء هذه ما يلي: منبهات الببتيد -1 الشبيهة بالغلوكاغون، Glucagon-like peptide-1 agonists. منبهات مستقبلات GLP-1، GLP-1 receptor agonists. محاكيات الإنكريتين، Incretin mimetics. نظائر GLP-1، GLP-1 analogs. هذه الأدوية جديدة نسبيا. وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على أول ناهض GLP-1 (إكسيناتيد) في عام 2005. ولا يزال الباحثون يتعلمون عن استخداماته وفوائده المحتملة الأخرى. لا تستطيع ناهضات GLP-1 وحدها علاج مرض السكري من النوع الثاني أو السمنة. تتطلب كلتا الحالتين استراتيجيات علاجية أخرى، مثل نمط الحياة والتغييرات الغذائية. بعض أبرز ناهضات GLP-1: حقن سيماغلوتيد Semaglutide injection، واسمها التجاري أوزمبيك Ozempic. حقن سيماغلوتيد المخصصة لفقدان الوزن، واسمها التجاري ويجوفي Wegovy أقراص سيماغلوتايد Semaglutide tablets، واسمها التجاري ريبلسوس Rybelsus. دولغلوتايد Dulaglutide، واسمه التجاري تروليسيتي Trulicity. إكسيناتيد Exenatide، واسمه التجاري بييتا Byetta إكسيناتيد ممتد المفعول Exenatide extended-release، واسمه التجاري بيدوريون Bydureon. حقن ليراغلوتايد Liraglutide، واسمها التجاري فيكتوزا Victoza. حقن ليراغلوتايد لفقدان الوزن، واسمها التجاري ساكسيندا Saxenda . ليكسيناتيد Lixisenatide، واسمه التجاري أدليكسين Adlyxin. هناك أيضا فئة مماثلة من الأدوية تسمى ناهضات مستقبلات GLP-1/GIP المزدوجة. من هذه الأدوية تيرزباتيد Tirzepatide، واسمه التجاري مونجارو Mounjaro.
هرمون جي إل بي-1
تعمل المادة الفعالة في عقار أوزمبيك واسمها "سيماغلوتيد" (Semaglutide) عبر محاكاة عمل هرمون جي إل بي-1، وهي تسمى "ناهضات جي إل بي-1" (GLP-1 Agonists).
وعبر هذه المحاكاة يشعر الشخص بالشبع بشكل أسرع، كما يتوقف الكثيرون عن الشعور بالرغبة الشديدة في تناول الطعام.
هل الشاي الأخضر يعزز إفراز جي إل بي-1؟
افترض بعض الباحثين أن الشاي الأخضر قد يحفز إفراز "جي إل بي-1″، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الدراسات وجدت أن مستخلص الشاي الأخضر يمكن أن يخفض نسبة السكر في الدم لدى الفئران المصابة بمرض السكري. ولكن لم تجر سوى دراسات صغيرة قليلة على البشر، والنتائج غير حاسمة.
وتشير تجربة سريرية بشأن هذا الموضوع أجريت على 92 شخصا مصابا بمرض السكري من النوع الثاني، إلى عدم وجود فرق ملحوظ في إنتاج "جي إل بي-1" بين الأشخاص الذين تناولوا مستخلص الشاي الأخضر وأولئك الذين تناولوا حبة دواء وهمي.
وقال الخبراء إن أي تأثير قد يحدثه الشاي الأخضر على "جي إل بي-1" من المرجح أن يكون صغيرا. وقالت الدكتورة جيوتسنا إن أي طعام أو مشروب يمكن أن يزيد مستويات "جي إل بي-1 قليلا. لكن مستويات جي إل بي-1 بمجرى الدم تنخفض بعد دقائق من تناول أي شيء أو شراب؛ وهذا أحد الأسباب التي تجعلنا نشعر بالجوع مرة أخرى، ولماذا لا يضمن تعزيز الهرمون مؤقتا فقدان الوزن.
على النقيض من ذلك، تبقى أدوية أوزمبيك والأدوية المماثلة في الجسم لأيام، وهي أقوى بكثير من الهرمون الطبيعي، مما يجعلها جيدة بشكل فريد في قمع الشهية.
هل يساعد الشاي الأخضر في إنقاص الوزن؟
تركز العديد من الادعاءات حول الشاي الأخضر وفقدان الوزن على مكونين من المشروب: الكافيين ومضادات الأكسدة.
قد يعمل الكافيين، من الناحية النظرية، على تسريع عملية التمثيل الغذائي لدى شخص ما. ولكن من غير المرجح أن يترجم هذا التأثير مباشرة إلى فقدان كبير للوزن، كما قال الدكتورة جيوتسنا.
يحتوي الشاي الأخضر أيضا على مركبات تسمى البوليفينول، وهي مضادات الأكسدة التي يمكن أن تساعد في حماية الخلايا من التلف وتقليل الالتهاب. وقد أشارت الدراسات التي أجريت على الحيوانات وفي الخلايا البشرية، إلى أن هذه المركبات يمكن أن تعمل على تحسين عملية التمثيل الغذائي وتقليل امتصاص الدهون من الأمعاء. ولكن التجارب التي أجريت على البشر كانت نتائجها مختلطة.
كما أجريت العديد من الدراسات الصغيرة التي تبحث بشكل مباشر ما إذا كان الشاي الأخضر مرتبطا بفقدان الوزن. وجدت دراسة، نظرت في أكثر من 12 تجربة عشوائية محكومة، أن من يتناولون مستخلص الشاي الأخضر غالبا ما يفقدون كمية ضئيلة من الوزن "من غير المرجح أن تكون مهمة سريريا". كما وجدت دراسات أخرى أن الأشخاص الذين تناولوا الشاي الأخضر يميلون إلى فقدان كمية صغيرة من الوزن، عادة أقل من 4 أرطال.
قال روب فان دام، أستاذ علوم التمارين والتغذية في كلية الصحة العامة بمعهد ميلكن في جامعة جورج واشنطن، إن الذين يتجهون إلى الشاي الأخضر لإنقاص الوزن "لا يمكنهم توقع تأثير كبير، وبالتأكيد لا شيء قريب من الأدوية مثل أوزمبيك".
وأضافت جوليا زومبانو، أخصائية التغذية المسجلة في عيادة كليفلاند في أوهايو، أن التركيز على طعام أو مشروب واحد يتجاهل العديد من العوامل الأخرى التي تلعب دورا في إنقاص الوزن. وتشمل هذه العوامل النظام الغذائي الأوسع للشخص وعادات التمرين والجينات والإجهاد والصحة الأيضية، وحتى جودة النوم الذي يحصل عليه الفرد.
كم ستفقد من الوزن مع الشاي الأخضر مقارنة مع أوزمبيك؟
وفقا لتقرير في هيلث لاين، وجدت مراجعتان بحثيتان على مكملات الشاي الأخضر أن الأشخاص فقدوا نحو 3 أرطال (1.3 كلغ) في المتوسط في 12 أسبوعا.
بالمقابل، تشير المعطيات والدراسات إلى أنه عند تناول الجرعة المناسبة من أوزمبيك يمكن أن تفقد ما لا يقل عن 5% من وزن جسمك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من تناول الدواء. ومع الاستمرار، ستفقد 15% إلى 20% من الوزن، وهي نسبة عالية ومذهلة.
ولذلك، فإن الزعم بأن الشاي الأخضر هو أوزمبيك طبيعي هو "كذبة" كبيرة، ولا يوجد أي مقارنة بينهما من حيث الفعالية في فقدان الوزن.
المصدر : مواقع إلكترونية + نيويورك تايمز