إلى رئيس الوزراء.. ضريبة السيارات الكهربائية مرة ثالثة ورابعة: انكم تجففون الضرع
أعلم تماما أن رئيس الوزراء لا يحتاج لمن يذكره بمنحنى "لافر Laffer"، ورغم هذا أقول، أن أستاذ الإقتصاد والمالية "آرثر لافر" يذكّرنا جميعا إقتصاديين وسياسيين أن رفع الضرائب لزيادة إيرادات الخزينة له حدّ معين، إن تجاوزته فستنخفض إيرادات الخزينة وهو عكس ما تريده الحكومه.
ولم يكن "لافر" أول من قال هذا، فقبله قاله "ابن خلدون" في مقدمته المشهورة وقال، إن الحكومات بميلها للإنفاق ترفع الضرئب لتموله، لكن عليها أن تدرك أن هذا سيحبط الإستثمار (الإعتمار بلفظه) ويدفع النمو الإقتصادي والتوظيف للتراجع (العمران بلفظه).
وقبلهما أيضا، قاله "عمرو بن العاص" أحد حكماء ودهاة المسلمين ووالي مصرفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب إلى أن عزله الخليفة عثمان بن عفان الذي فرح بارتفاع إيرادات مصر لبيت مال المسلمين بعد عزله فقال له ابن العاص: "إنكم تجففون الضرع".
وهنا أضيف، أن المنظومة الضريبية الأردنية تتم معالجتها على مرّ السنوات بالقطعة، سواء لزيادة الإيرادات العامة كما هو الحال اليوم، أو تحفيزا للإقتصاد والنمو المستدام، بينما واقعنا الأردني يتطلب معالجتها كوحدة واحدة، سواء كانت مباشرة على الدخل والأرباح والأفراد أوغير مباشرة على المبيعات للمستهلكين والشركات والمستوردات وعلى التجارة الخارجية والمعاملات الدولية وكذلك الضريبة الخاصة، إضافة إلى ضريبة التأمينات الإجتماعية على الأفراد والشركات، وبدون ذلك، تستمر حكوماتنا بإجراء ضريبي هنا يحبط جانبا اقتصاديا وماليا هناك.
رحم الله الخلفاء الراشدين وابن العاص وابن خلدون..