التراث الثقافي و معضلات العصر



 يعتبر التراث الثقافي ركيزة أساسية لهوية الشعوب وأحد مصادر الإلهام التي يمكن أن تسهم في معالجة العديد من التحديات التي تواجه المجتمعات في العصر الحديث ، ويعد التراث الثقافي مثل العادات، والتقاليد، والفنون، والممارسات الاجتماعية والاعتزاز و الكرامة من أبرز العناوين البارزة في التراث الثقافي ، و الذي يعكس تاريخ الشعوب وتطورها الحضاري والمادي على مر العصور .

ومن المؤكد ان للتراث الثقافي و الحضاري تأثير عميق في مواجهة معضلات العصر وذلك من خلال تعزيز الهوية الوطنية و التفاهم، ودعم التنمية المستدامة، كما يمكن للتراث أن يسهم في بناء مستقبل أفضل و يتطلب ذلك جهدًا جماعيًا للحفاظ على هذا التراث وتطويره بما يتناسب مع متطلبات العصر الحديث .

ويعد التراث الثقافي جسرًا للتواصل بين الثقافات المختلفة ، من خلال فهم وإحترام التراث الثقافي للشعوب الأخرى ، و بذلك يمكن تعزيز التفاهم المتبادل والتقليل من الصراعات الثقافية ، كما يساهم التراث الثقافي في تعزيز الهوية الوطنية مما يساعد الشعوب على مواجهة التحديات العالمية مثل العولمة وغيرها ، و يمكن أن يكون هذا التعزيز مصدر قوة للشعوب في الحفاظ على استقلالها الثقافي و الحضاري .ويلعب التراث الحضاري و الثقافي دورًا مهمًا في التعليم ، من خلال دمج عناصر من التراث في المناهج التعليمية ، ويمكن تعزيز الوعي الثقافي والقيم الإنسانية لدى الأجيال الجديدة كما و المحرك الاساسي لتقدم و نهضة الشعوب , وكذلك يمكن استخدام التراث الثقافي كوسيلة لتعزيز التنمية المستدامة ، من خلال السياحة الثقافية،. مما يساهم في حماية التراث من الاندثار و دعم المجتمعات المحلية ، وبهذا يمكن أن يكون التراث الثقافي مصدر إلهام وإبتكار والإبداع للشعوب ، فالفنون التقليدية والحرف اليدوية يمكن أن تُدمج مع التقنيات الحديثة لإنشاء منتجات جديدة تلبي احتياجات العصر.

فمن المشكلات التي تواجه الاردن ، الفقر و البطالة ، و مكافحتهما يتطلب استراتيجيات متعددة الجوانب تشمل تحسين التعليم ، دعم المشاريع الصغيرة، وتعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص و من خلال التركيز على هذه الجوانب، يمكن تحسين الظروف الاقتصادية وتعزيز التنمية المستدامة في الأردن ، وهنا يجب الاعتماد على المروث الثقافي كاحد اهم روافع التنية المستدامة ، و يمكن أن تُسهم الحرف التقليدية وقطاع التصنيع في تعزيز الاقتصاد الأردني من خلال خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الهوية الثقافية و ذلك بتطبيق استراتيجيات فعالة ، يمكن من خلالها تحسين كفاءة الإنتاج وتوسيع أسواق الحرف اليدوية.

ومن الاجدر ان نضع في الحسبان ان هناكدورللموروث الحضاري في التنمية المستدامة ، يتمثل في تعزيز الهوية الثقافية للمجتمعات، مما يعزز الانتماء ويشجع على الاستدامة الاجتماعية ، مما يعزز الاقتصاد ا لمستدام : بالترويج للسياحة الثقافية ،و المنتج المحلي ، فتطوير السياحة المستدامة من خلال المعالم التراثية والحرف اليدوية، مما يوفر فرص عمل ويعزز الاقتصاد المحلي و كذلك بتشجيع استخدام المواد التقليدية في التصنيع ، مما يقلل الاعتماد على الموارد غير المستدامة، و يرفد ذلك بالتعليم والتدريب ، من خلال دمج الموروث الثقافي في المناهج التعليمية ليعزز الوعي البيئي والاجتماعي بين الشباب، ومن المهم انيرافق برامج تدريبية على الحرف التقليدية تركز على الحرف اليدوية مما يوفر فرص عمل وتحافظ على التراث الحضاري التقليدي و المبتكر، و كذلك تنمية الممارسات التقليدية و استغلال أساليب الزراعة والتصنيع التقليدية التي تعتمد على استدامة الموارد الطبيعية ، وتعزيز إدارة الموارد:بالمعرفة التقليدية في إدارة الموارد الطبيعية والمحافظة على التنوع البيولوجي ، و هكذا باقي مفاصل التراث الحضاري .