الى رئيس الحكومة: العليق وقت الغارة ما ينفع..


كتب محرر الشؤون المحلية  - لماذا يموت العرب  اثناء الصراعات باعداد اكبر ؟ لماذا لا نتعظ من تجارب الاخرين ونستفيد من الدروس والعبر ؟ لماذا لا نعير اهمية للتاريخ ، ولا نهتم بتفاصيل وقائعه ومجرياته ؟ لماذا علينا في كل تجربة ان نعيد اختراع العجلة ؟ 

المشكلة ، ليس فقط في  تعامينا عن قراءة وتحليل مواقف واتجاهات القوى الكبرى - الحلفاء - من الصراع مع العدو الصهيوني ، وانما تجاهلنا الكامل لاحتمالات اتساع رقعة الصراع وتدحرجه ، وانتقال كرة اللهب الى مناطق اخرى في الاقليم ؟!! 

لماذا لا نشهد انهماكا رسميا في التحضير والاستعداد ، تحضير الناس وتجهيز الكوادر وتآمين الامكانات والملاذات الامنة والاستعداد للرد والدفاع والهجوم في آن معا، لان الحرب مع هذا الكيان المارق يعني اننا بحاجة لمقاربة عسكرية مختلفة تماما وعتاد من نوع مختلف ؟!!

اظن ان جاهزية جيشنا العربي في احسن حالاتها مع مراعاة التغيرات العميقة التي نحتاجها لهزيمة هذا الخصم المتفوق تسليحيا ، ولكن ماذا عن جاهزية الحكومة ومؤسساتها وبنيتها التحتية ؟!! 

دعونا نسأل رئيس الحكومة الجديد -وهو بالمناسبة لا يتحمل مسؤولية التقصير - كم هو عدد الملاجئ المؤهلة في مختلف المحافظات ال١٢ في بلادنا ؟ ما عن جاهزية المؤسسات وغرف العمليات المشتركة للتعامل مع ظروف قاهرة وحرب طويلة المدة لا قدر الله ؟!! 

في سويسرا وهي الدولة المحايدة ،التي تنأى بنفسها عن مختلف الصراعات ، تشترط بناء ملجأ محصن في كل بناء وللدقة ملجأ نووي يضمن سلامة المواطنين في حالة وقوع  هجوم نووي وليس هجوما عسكريا اعتياديا فقط  ...

 ماذا عنا في الاردن ، ونحن نعيش في اقليم ملتهب تحاصرنا المخاطر وتربطنا بدولة الاحتلال المارقة اطول حدود برية ؟!! ماذا اعددنا للسيناريو الاسوأ ؟ اليس ضروريا بعد كل ما يحدث في قطاع غزة والضفة الفلسطينية وجنوب لبنان وبعد ان تكشفت حقيقة الميول المرضية السادية للمجتمع الصهيوني ، وكذلك اطماعهم السياسية التوسعية ، ان نفكر جديا بكل السيناريوهات ونستعد لاسوئها ؟!! 

اسئلة مهمة نضعها على طاولة الحكومة علها تجد تجاوبا واذنا صاغية قبل فوات الاوان ، فالعليق وقت الغار ما ينفع ..