خبير عسكري: شبكة انفاق حزب الله اكثر تطورا.. والايام الاولى كشفت بوادر خسارة العدوّ
خاص - قال الخبير العسكري، العميد ركن متقاعد صالح الشراب العبادي، إن الحرب التي يشنّها جيش الاحتلال الصهيوني على مناطق جنوب لبنان تختلف اختلافا كبيرا عنها في قطاع غرة، نظرا لدخول جيش الاحتلال هذه الحرب بعد سنة كاملة من القتال في غزة التي أنهكت القوات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن العديد من قادة جيش الاحتلال اشتكوا في أكثر من مرة من النقص الحادّ في المعدات وخاصة الدبابات وقطع الغيار، إلى جانب تراجع معنويات الجنود وما وصلت إليه الروح المعنوية من وضع متردّ دفع العديد منهم لرفض الخدمة أو الهروب منها ورفض العودة إلى ساحات القتال بعد انتهاء فترات الاجازات.
وأضاف العبادي لـ الاردن24 أن هناك حالة من الإحباط العام لدى قادة وجنود العدوّ بسبب الروتين القتالي في قطاع غزة دون تحقيق أي أهداف في ظلّ البطولات التي تسطّرها المقاومة هناك.
وبين العبادي أن توقيت بدء الحرب على جنوب لبنان غير ملائم من الناحية العسكرية، فالاستعدادات العسكرية الطويلة والتجهيز المستمر عادة ما يستنزف الموارد.
وأشار العبادي إلى أن الضربات الاستباقية التي نفّذها العدوّ وأوقعت خسائر كبيرة بين صفوف حزب الله وخاصة في قيادات الصفّ الأول، بالإضافة إلى استهداف جزء من منظومات الصواريخ ومستودعات السلاح والعتاد ومحاولة الوصول لضرب المخزون الاستراتيجي للأسلحة والذخائر، جعل قيادة الاحتلال تشعر بأنها قد تفوقت في تلك العمليات الكبيرة، وأن قواتها جاهزة لبدء اقتحام برّي، بالرغم من إقرار القادة الكبار أن العملية البريّة ستكون مكلفة ومعقدة.
ولفت العبادي إلى أن حزب الله يمتلك شبكة أنفاق تعدّ أكثر تطوّرا من شبكة أنفاق حماس في قطاع غزة، فيما يحاول الاحتلال إحداث ضرر بهذه الشبكة من خلال القصف العنيف.
ونوّه العبادي أن جيش الاحتلال يخشى من التوغل البري نظرا لإدراكه قدرات المقاومة على ايقاع خسائر فادحة في صفوفه، وقد بدأت بوادر تلك الخسائر واضحة في أول ثلاثة أيام من بدء القتال البري المحدود.
وقال العبادي إن قوات الاحتلال وخاصة قوات المشاة تحاول الاستحواذ على موطئ قدم من أجل تركيز قياداته للانطلاق منها، وأعدت لذلك اربعة فرق متمازجة مجولقة (محمولة، جوية، مظلات، مدرعات، قوات خاصة) مع أسلحة الاسناد (مدفعية، طيران)، وتحاول ان تدخل برياً جنوب لبنان واجتياز الحدود في بيئة جغرافية صعبة؛ جبلية ووعرة، تعطي ميزة كبيرة لقوات حزب الله.
وتابع العبادي: "في المقابل، فإن حزب الله يمتلك عدة ميزات منها التحصينات القوية وفرق المراقبة التي ترصد تحرك القوات الاسرائيلية بعد أن استعاد سيطرته على الاتصالات وأعاد تنظيم صفوفه"، مبيّنا أن حزب الله يمتلك ثلاثة أو أربعة فرق تمتد من القطاع الشرقي إلى الأوسط وصولا إلى القطاع الغربي، كما أن الحزب يمتلك العديد من أسلحة طويلة المدى وأسلحة مضادة للدروع عديدة ومتنوعة، ويمتلك المسيّرات وبعض الدبابات، إلى جانب صواريخ الكاتيوشا.