عام على نزيف غزة.. لا مداوي ولا تضميد للجروح



كتب عوني الرجوب - مر عام، وغزة لا تزال تحت النار، تحترق يوميًا تحت وابل القنابل والصواريخ. عام من الدمار الشامل، من قتلٍ وتشريدٍ للنساء، الشيوخ، والأطفال. 42 ألف شهيد، بينهم آلاف الأطفال الأبرياء، سقطوا ضحايا آلة حرب لا تعرف الرحمة.
ورغم كل هذا، ورغم الألم المتواصل، غزة ما زالت واقفة، صامدة، مقاومة.

ألا يمثل هذا أكبر انتصارٍ للروح الإنسانية؟ ألا يعبر هذا عن عظمةٍ وانتماءٍ لا يُقهر للأرض والوطن؟

أمة الإسلام، الأمة العربية، أين أنتم؟ غزة تصرخ من الألم، تحت أنقاضها أطفال ينتظرون الأمل، ونساؤها يدفنّ أبناءهن تحت التراب.
أمام كل هذا الدمار، تبقى غزة تقاوم. تقاوم أكبر قوة عسكرية بغيضة عرفها العالم. عدو لا يميز بين طفل وشيخ وامرأة، عدو يضرب بلا رحمة، بلا شفقة.

غزة بلا ماء، بلا دواء، بلا غذاء. ومع ذلك، يأكل أهلها لحاء الشجر وحشائش الأرض ليبقوا أحياء، ليظلوا على قيد الحياة.

لكنهم لا يعيشون فقط للبقاء، بل ليقاتلوا. ليقولوا للعالم كله: نحن هنا، نحن لا نموت، نحن لا نُهزم.

أما أنتم، يا أمة العرب، والمسلمين يا أمة المليارين، أين أنتم من غزة؟ أين غضبكم؟ أين ضميركم؟ أين غيرتكم على إخوانكم وأخواتكم في فلسطين؟
في الوقت الذي تتمايلون فيه طربًا ورقصًا في شوارعكم، غزة تدفن أبناءها.

في الوقت الذي تلتزمون فيه الصمت، الأقصى يُدنس، والأرض تُغتصب.
أين أنتم من هذا؟ كيف تسمحون لأنفسكم بالصمت في وجه هذا الظلم؟

غزة، رغم كل شيء، ترفض الانكسار. غزة لا تطلب الشفقة، بل تطلب العدالة.

غزة، وهي تنزف، تقول للعالم: إسرائيل دولة احتلال، دولة تقتل الأطفال، دولة تُشرد الأبرياء. إسرائيل لا تستحق إلا الإدانة والعزلة من المجتمع الدولي. كيف يقبل العالم باستمرار هذا الاحتلال الغاشم؟ كيف يسمح بمرور هذه الجرائم دون محاسبة؟

غزة، يا رمز الشموخ والعزة، نحن مدينون لكِ، بوقوفك رغم كل الجراح، رغم كل الآلام. أنتم الباقون، أنتم الأحرار.

لله درك يا غزة، قد تعلمنا منك معنى الصمود. تعلمنا منك أن المقاومة ليست خيارًا، بل واجبٌ وحق.
أنتم الكرامة، وأنتم الأمل.والمرتجى
غزة غزة في صدر كل عربي
غزة نصر وفرح في قلوب كل العرب
ان غدا لناظره قريب