ما هي دلالات اقتحام مستوطنين المسجد الأقصى والنفخ في البوق بعد صلاة الجمعة؟


كتب زياد ابحيص - 

اقتحم اثنان من المستوطنين المسجد الأقصى المبارك بعد صلاة الجمعة من باب القطانين ووصلا ركضاً حتى مدخل المصلى المرواني، حيث انبطحا على الأرض وأديا "السجود الملحمي"، ونفخا في البوق لليوم الثاني على التوالي، قبل أن يتدخل العشرات من عناصر شرطة الاحتلال ويؤمنان لهما الخروج وهذا حادث خطير لا بد من التوقف عنده:

1- هذا الاقتحام يشكل تجديداً عملياً لمطالبة كتبتها منظمات الهيكل في رسالتها لوزير الأمن القومي بن جفير في شهر 1-2024 وكان من بينها فتح الأقصى لاقتحامات المستوطنين طوال أيام السنة، حيث أن باب الاقتحامات يغلق حالياً يومي الجمعة والسبت.

2- المستوطِنين ارتديا أدوات دينية تراوحت بين شال الصلاة والقبعة والزوائد القماشية وكلها ظاهرة لشرطة الاحتلال وهذا فرض للأدوات التوراتية في الأقصى.

3- تركز جماعات الهيكل على فكرة أن الاعتبار الإسلامي لا يسمو على الاعتبار اليهودي في الأقصى، وباقتحامهما الأقصى في ثاني أيام رأس السنة العبرية الموافق ليوم الجمعة أراد المستوطنان تكريس هذه الرسالة، وهي التي لأجلها كان اقتحام الأضحى في 2019 واقتحام 28 رمضان الذي أطلق معركة سيـ.ـف القدس في 2021.

5- قبل الصلاة منعت شرطة الاحتلال آلاف المصلين من دخول الأقصى وجددت حصار الأقصى الذي بدأ في هذا الوقت من العام الماضي وامتد حتى رمضان.

6-مع هذا الزي، شرطة الاحتلال كان بوسعها أن تميز المستوطنين من أزقة البلدة القديمة وتمنعهما، وروايتها بأنهما "دفعا الشرطة" ودخلا كاذبة وسخيفة، ثم تدخلها لاعتقالهما الشكلي بعد وصولهما المصلى المرواني هو شكل من تأمين الحماية والخروج؛ باختصار هذا الاقتحام بكل ما يحمل من معاني تم برعاية شرطة الاحتلال ومعرفتها التامة والمسبقة وبشراكتها في مشروع تغيير هوية المسجد الأقصى ومحاولة تحويله إلى هيكل.