اهداف الاحتلال الثابتة ومتطلبات الانتصار المتاحة
يبدو أن سوء الفهم للعقلية الصهيونية ما زال سائدا في الأوساط العربية المهتمة..
اسرائيل مستعدة فكريا ونفسيا ومعنويا وماديا لتستمر في الحرب على الأقل لشهور قادمة.
اسرائيل مستعدة لأن تتكبد خسائر بشرية.الاف القتلى بل عشرات الآلاف.
اسرائيل جاهزة لأن تتكبد خسائر بمئات الملايين.
ولكن لماذا؟!!
لأن اسرائيل تثق بقدرتها على تعويض اي خسائر مادية حتى لو بلغت تريليون دولار.
لأن اسرائيل شخصت الحرب الراهنة كحرب وجودية.
وبالتالي فإن حرب البقاء تستحق أي تضحية.
هذه الحرب هي التأسيس الثاني للدولة اليهودية في فلسطين.
اسرائيل تريد القضاء على من تصفهم بالاعداء دفعة واحدة.
تعتقد اسرائيل أن الحرب الان أقل كلفة من الحرب في مستقبل متوسط وابعد زمنيا.
اسرائيل حققت حتى الآن إجماعا داخليا لمواصلة الحرب،بعد أن نجحت القيادة الإسرائيلية بإقناع المجتمع الاستيطاني بأنه أمام خطر الفناء مستشهدة بما وقع في السابع من أكتوبر.
لا توجد أي مسافة فاصلة بين مختلف التيارات بشأن اهداف الحرب، موقف المعارضة بنفس ضراوة الموقف اليميني .
يهيمن على الوعي الجمعي للمستوطنين شعور بالرعب في حده الأقصى وهذا يبرر وصول الوحشية حدودها القصوى كما نشاهدها في فلسطين ولبنان وما سيلي ذلك من دول عربية أو إسلامية.
الإسرائيلي المثقف يقدم الوجود على العدالة، البقاء قبل الإنسانية، لذا حتى اللجوء للسلاح النووي سيكون خيارا مقبولا،
اسرائيل ترى أنها امام فرصة ذهبية تتمثل بانحياز امريكي مطلق، وانحياز وتواطؤ غربي نسبي.
الفرصة متاحة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية أو بعدها، ولا فرق بين إدارة جمهورية أو ديمقراطية.
تستطيع اسرائيل توريط واشنطن في حرب إقليمية محتملة، خاصة وان القوى الصهيونية اليهودية والأمريكية جاهزة لتوفير الدعم والغطاء اللازم سياسيا وعسكريا ، اي اوهام بضغط امريكي يلجم الاندفاع الإسرائيلي من شأنه فقط إيذاء الواهمين.
تعتقد اسرائيل أنها قادرة على استغلال فرصة سانحة تمثلها حالة الغياب العربي ، واحيانا تواطؤ وتعاون أطراف عربية معها،قبول اسرائيل بهدنة اذا تحقق سيكون خداعيا فقط.
لن تتخلى اسرائيل عن خيار الحرب الا اذا هزمت على الأرض أو استسلم لشروطها قوى المقاومة من غزة إلى طهران ،
نحن أمام كيان صهيوني مصمم واضح الأهداف ومستعد لتحمل افدح الأثمان المادية والبشرية.
هذه الحرب عنوانها في تل ابيب واضح، ولاسرائيل اليد الطولى والقول الفصل في الشرق الأوسط، وترميم لا لبس فيه لنظرية الردع، مقترنة بمجتمع الرفاه والأمن المطلق. اي سوء فهم لأهداف اسرائيل في هذه الحرب سيأتي بخسارة إضافية.
لا خيار امامنا سوى مقاومة عقلانية احترافية وباهداف واضحة وإدارة الحرب بطول نفس.واي خيار أخر سيعني القبول بسيادة إسرائيلية على الإقليم بأجمعه.
خيارات صعبة مؤلمة خاصة مع حالة عربية تدعو للرثاء، لكن هذا لا يعني التسليم المسبق بانتصار إسرائيلي كمبرر لرفع الأيدي، فشروط حرب تلجم اسرائيل وتوقف طغيانها ما زالت متاحة.