بيروت تحت القصف: أين الأمة العربية وأين الجامعة العربية؟


 
بيروت، عاصمة لبنان، تعيش لحظات مأساوية تحت القصف الإسرائيلي، مضيفة صفحة جديدة من المعاناة إلى سجل هذه المدينة التي لم تهدأ أزماتها السياسية والاقتصادية والأمنية منذ سنوات. القصف الإسرائيلي المدمر ليس مجرد حدث عابر، بل رمز لاستمرار تدهور الوضع في لبنان، حيث البنية التحتية تنهار وأرواح الأبرياء تُفقد وسط الفوضى.

المثير للدهشة والقلق هو غياب أي استجابة ملموسة من الدول العربية أو الجامعة العربية. في الوقت الذي تستدعي فيه الأحداث في لبنان تدخلاً عربيًا عاجلاً، لم تُعقد أي جلسة طارئة لمجلس الجامعة العربية لبحث هذه الأزمة. بينما تتسارع الأحداث وتشتد الأزمة في لبنان، تتزايد التساؤلات: أين الأمة العربية من هذه الكارثة؟ وأين الجامعة العربية التي من واجباتها الأساسية أن تلعب دورًا أساسيًا في التعامل مع الأزمات الإقليمية في الدول العربية؟

الواقع أن لبنان يمر بأزمة متعددة الأبعاد، تجمع بين الانهيار السياسي والاقتصادي والأمني، مع تفاقم الانقسامات الداخلية وتأثيرات القوى الإقليمية والدولية. رغم كل ذلك، تبدو الاستجابة العربية باهتة، في وقت يحتاج فيه لبنان إلى دعم جاد من أشقائه العرب.

عدم دعوة الدول العربية لاجتماع طارئ لمناقشة الوضع في بيروت يعكس تحولًا كبيرًا في الأولويات الإقليمية. في الماضي، كانت الجامعة العربية تسارع إلى التدخل في قضايا مشابهة، لكنها الآن تبدو غائبة تمامًا عن المشهد.

أليس هذا الغياب العربي مدعاة للاستغراب؟ كيف يمكن أن تترك بيروت، مدينة عربية تاريخية، تدمر وتواجه مصيرها دون أي تحرك جاد من الأمة العربية؟ هل أصبحت الأزمات العربية مجرد قضايا هامشية لا تستدعي التضامن أو التحرك الجماعي؟
في النهاية، يبقى الشعب اللبناني وحده في مواجهة هذه الكارثة، بينما تنتظر الأمة العربية والجامعة العربية أن تستعيدا دورهُما التاريخي في دعم الدول الشقيقة في أوقات الشدة.

 
.