من ميتران الى ماكرون.. الشعب الفلسطيني لن ينتهي
المجرم نتنياهو هاجم الرئيس الفرنسي ماكرون بعد تصريحه الذي قال فيه بانه " حتى يمكن للعالم الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان يجب وقف إرسال الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل في هذه الحرب "وهو ما جعل قصر الاليزية يرتعد خوفا من نتنياهو فسارع للتخفيف من اقوال رئيسه .وهذا يكشف عن جانب آخر من القوة التي منحتها إدارة بايدن للنازيين الجدد في تل ابيب كي يتمادوا في غطرستهم وجنونهم حتى على اصدقاء كيانهم من زعماء حلف الناتو .
اعتراف ماكرون الخجول وان جاء متأخرا يؤكد بأن الأسلحة الفتاكة التي يستخدمها نتنياهو بافراط لابادة المدنيين والأطفال والنساء في غزة ولبنان هي اسلحة بايدن وكونغرس الصهاينة في واشنطن .هذه الحرب هي حرب أمريكية بالانابة ضد كل ما هو عربي بالمنطقة ،تاريخا ووجودا وعقيدة ،(امريكا كانت ولا تزال رأس الحية).لاحظوا ايضا ان واشنطن هي من تقف وراء الشلل المخزي والشائن لجامعة بلينكن المسماة عربية وواشنطن هي من عطل مجلس الأمن على مدار عام كامل في مسألة إجبار الكيان على وقف حرب الابادة في غزة . وهي امريكا وليس غيرها من يدعم نتنياهو اليوم في سيره نحو حرب شاملة تهدد المنطقة كلها ، بتغطيتها المستمرة لجرائمه وعمليات الاغتيال التي يقوم بها ،من اجل جر إيران إلى مواجهة يسعى إليها علناً منذ سنوات لتحقيق هدف تمدد إسرائيل من البحر المتوسط إلى الخليج(بالأرض والتطبيع والنفوذ والهيمنة ) .
أخيرا، تذكرنا تصريحات ماكرون بموقف الرئيس الفرنسي ميتران خلال الغزو الصهيوني لبيروت عام 1982، عندما قال (بأن اصرار إسرائيل على إبادة الفلسطينيين واللبنانيين يمثل صورة من صور النازية)، وإن "ابادة الفلسطينيين لا تفيد أحدا، فالشعب الفلسطيني لن ينتهي حتى بعد معركة خاسرة، والاجتياح الاسرائيلي للبنان لن يؤدي إلى تسوية دائمة".
وللتذكير فقط، فالابادة كانت قائمة ايضا في عام 1982، فالكيان الصهيوني لم يتغير في نهج الابادة سواء في فلسطين او لبنان منذ كفر قاسم عام 1948 وبيروت عام 1982، فهو يكرر اليوم في جنوب لبنان وبيروت ما فعله في بيروت والجنوب عام 1982، وآنذاك لم تكن إيران ولا حزب الله ولا الحوثيين، ما كان دائما ولم يتغير منذ (76) عاما هو وجود قيادات صهيونية محشوة بالفكر العنصري الهمجي القائم على نهج إبادة الشعب الفلسطيني واللبناني وكل عربي يتصدى ويقاوم ...
لقد حدثت حرب الكيان الهمجية ضد لبنان وبيروت بعد عامين فقط من بدء كامب ديفيد وفي ظل زوبعة من اجواء السلام المزعوم وادعاءات بأن لا حروب بعد اليوم من أجل فلسطين. أجواء لم تخلف في هذه المنطقة (من الفرات إلى المتوسط) غير الدمار والخراب والاقتتال الداخلي وازدهار الفتن يقابلها تضخم الغطرسة والفجور الصهيوني في القتل والابادة.
* الكاتب وزير إعلام أسبق