سياسيون لـ الاردن24: طوفان الاقصى كانت كاشفة.. وعلى العرب الاستثمار في المقاومة



مالك عبيدات - في السابع من اكتوبر 2023، أطلقت المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى، وذلك كاستجابة طبيعية لمواجهة ما يُحاك من مخططات اسرائيلية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية والسيطرة على الأرض وتهويدها، وحسم السيادة على المسجد الأقصى والمقدسات، وكخطوة طبيعية في إطار التخلّص من الاحتلال واستعادة الحقوق الوطنية، وانجاز الاستقلال والحرية كباقي شعوب العالم، وحقّ تقرير المصير، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

الاحتلال واجه تلك العملية بحرب إبادة جماعية أسفرت عن ارتقاء أكثر من (42) ألف شهيد حسب السجلات الرسمية، فيما تشير تقارير غير رسمية إلى أن عدد الشهداء ربما يتجاوز (200) ألف شهيد، وهي حقائق تجاهلها أمين عام الأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش في رسالة أصدرها أمس بمناسبة مرور عام على اطلاق عملية طوفان الأقصى.

غوتيريش، لم يلتفت في رسالته إلى (42) ألف شهيد وآلاف المفقودين تحت الأنقاض وعشرات آلاف الجرحى والمصابين، وحصر بيانه بالتضامن مع مئات الاسرائيليين الذين قُتلوا في عملية طوفان الأقصى، وهو ما يؤكد الحقيقة التي تكشّفت منذ السابع من اكتوبر الماضي بكون القانون الدولي والديمقراطية الغربية إنما هي وهم، وأننا أمام مجتمع دولي يتعامل مع الأحداث وفق معايير مزدوجة.

الحلايقة: هزيمة المقاومة هي هزيمة لكل العرب

قال نائب رئيس وزراء الأسبق، الدكتور محمد الحلايقة، إن معركة طوفان الأقصى كشفت حقيقة الأوهام التي تعشعش في عقول الشعوب العربية التي كانت تتحدث بأمل عن المجتمع الدولي والقانون الدولي وحلّ الدولتين والأمن القومي العربي والأمة العربية والتضامن العربي.

وأضاف الحلايقة لـ الاردن24 أن العدوّ الصهيوني لا يُخفي نواياه وأطماعه التوسعية، ويعرض خرائط على مرأى ومسمع العالم حول المشروع الصهيوني، فيما يغطّ العالم العربي في سبات عميق.

وشدد الحلايقة على أن أحدا لا يمكنه أن ينأى بنفسه عما يجري في فلسطين، ويجب على الحكومات العربية استثمار المقاومة في لبنان وفلسطين، وذلك باعتبار هزيمة هذه المقاومة هي هزيمة لكل العالم العربي، بينما نجاحها هو هزيمة للمشروع الصهيوني، مؤكدا أن فشل تهجير الشعب الفلسطيني كان الركيزة الأساسية لقوة المقاومة.

وجدد الحلايقة تأكيده على أن "الطموحات الصهيونية تشمل كلّ المنطقة، ولن يتوقف عند غزة ولبنان، فالدور قادم على الضفة الغربية، وهذا يعتبر تهديدا مباشرا للأردن، وعلينا تحضير الجبهة الداخلية وإعادة تفعيل خدمة العلم والجيش الشعبي لنتمكن من مواجهة أي تهديدات تضرّ بأمن وسلامة الأردن".

قمحاوي: المنطقة لن تعود كما كانت قبل 7 اكتوبر

من جانبه، قال الأكاديمي والكاتب السياسي الدكتور لبيب قمحاوي إن معركة طوفان الأقصى لم تكن بين المقاومة والكيان الصهيوني، بل بين المقاومة والولايات المتحدة الأمريكية، أما الاحتلال الصهيوني فهو وسيط ووكيل في هذه الحرب وينفذ ما تريده أمريكا من قتل وتدمير ومحاولات تهجير، ولذلك نرى "اسرائيل" لا تحاول التقدّم باتجاه أية حلول، بل ونراها ترفع وتيرة الحرب في كلّ يوم باستخدام الأسلحة الأمريكية.

وأضاف قمحاوي لـ الاردن24 أن الاحتلال سيسعى إلى توجيه ضربات أكثر قسوة ووحشية، وذلك بالتزامن مع الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى، اضافة إلى توجيه ضربات إلى ايران ودول أخرى في المنطقة، بعد أن أصبح الاحتلال وحشا لا يمكن لجمه ويتصرف كالثور الذي انفلت من عقاله، بدليل ردّ نتنياهو على تصريحات رئيس فرنسا التي تعدّ حليفا رئيسا للاحتلال.

وتابع قمحاوي: اليوم هو يوم لذكرى الهولوكوست الفلسطيني، مؤكدا أن صمود المقاومة الاسطوري له تداعيات كبيرة نظرا لكون المنطقة لن تعود كما كانت سابقًا.

السواعير: نحن امام عدوّ لا يؤتمن جانبه

من جانبه، قال أمين عام حزب التيار المدني الديمقراطي، المهندس عدنان السواعير العجارمة، إن ما جرى في قطاع غزة ليس مجرّد "مجزرة" بل إبادة جماعية بدأت منذ السابع من اكتوبر 2023، حيث تمّ قتل أكثر من (42) ألف مواطن فلسطيني، بالإضافة إلى جرح عشرات الآلاف وفقدان آلاف تحت الأنقاض، إلى جانب هدم (80%) من مباني القطاع وبنيته التحتية وقتل وسائل الحياة وعلى رأسها منع وصول الماء الصالح والغذاء والدواء إلى معظم مناطق القطاع، عدا عن استهداف المستشفيات ودور العبادة والمدارس ومراكز الإيواء وخيام النازحين ومقرّات البعثات الأممية.

وأضاف السواعير لـ الاردن24 أن العدوّ الصهيوني لا حدّ له، سيما مع قرب الانتخابات الأمريكية، مشيرا إلى أن الأمور ليست مبشّرة في ظلّ استمرار الحرب على قطاع غزة.

ولفت السواعير إلى أن توسيع نطاق الحرب على فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وايران يؤكد أن هذا العدو لا يؤتمن جانبه، مؤكدا أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى تمتين الجبهة الداخلية الأردنية، فهذا العدوّ لا أمان له.

أبو علبة: النصر قادم

وقالت أمين عام حزب الشعب الديمقراطي "حشد"، الدكتورة عبلة أبو علبة، إنه وبعد مرور عام كامل على طوفان الأقصي والحرب الوحشية المتواصلة التي يشنّها الاحتلال ضدّ الشعب الفلسطيني بهدف إبادته والقفز عن تاريخه وحقوقه المشروعة، فإن هذا العدوّ لم يتمكّن من تحقيق أيّ من أهدافه.

وأضافت أبو علبة لـ الاردن24 أن العدوّ بدأ بتوسيع نطاق عملياته الإجرامية في لبنان الشقيق وضد مقاومته المساندة الباسلة وقادتها المناضلين.

ووجهت ابو علبة التحية للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، مختتمة حديثها بالقول: "المجد للشهداء الذين يعبّدون طريق التحرر الوطني، والنصر قادم لا محالة، والهزيمة الماحقة للعدو الصهيوني المجرم".