حب مشروط بالمال! "قسمة ونصيب" يثير الانتقادات


وصفه البعض أنه عمل "جريء وخادش للحياء"، ورأى آخرون أنه "نتاج تغوّل الأعمال الأجنبية والتركية المعربة، ومحاولة لإسقاطها على الواقع العربي"، على الرغم أن حلقاته متصدرة ترند منصات التواصل في معظم الدول العربية.

حصد برنامج "قسمة ونصيب" حصة الأسد من المشاهدات عبر منصة يوتيوب منذ إطلاق موسمه الأول، ليتجدد الجدل الدائر حوله عند إطلاق موسمه الثاني في الآونة الأخيرة، إذ سرعان ما تصدرت خطورة الموضوع حسابات الخبراء التربويين والنفسيين على منصات التواصل.

موجه للشباب
وأكد تربويون أن الفكرة التي يقوم عليها البرنامج خطرة، خاصة وأنه موجه لفئة الشباب بشكل خاص، مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بأفكاره وأيديولوجيته.


ويحذر ناشطون من الانعكاسات السلبية للبرنامج على قيم ومبادئ الشباب، معتبرين أنه ينافي العادات والمجتمعات العربية، حيث تقوم فكرة البرنامج على جمع شباب وفتيات في جزيرة معزولة بتركيا ليجدوا هناك "الحب الحقيقي"، ويحصل الثنائي الفائز في نهاية البرنامج على جائزة مالية قدرها 30 ألف دولار.

حب للإيجار
وحذر خبراء من هذا النوع من الحب "المشروط"، إذ يقترن بمبلغ مادي أو جائزة يتلقاها الشخص الذي يحاول بناء علاقة حب ناجحة.

ويرأى خبراء أن المحتوى المقدم مّبتذل ويمثل الإسفاف في العلاقات الإنسانية، إذ يعتمد بالكامل على الأحداث اليومية البسيطة والثرثرة والأحاديث المفتعلة غير المسلية والتي من شأنها إضعاف البنية اللغوية والتربوية عند المشاهدين.


وفي هذا السياق، توضح المستشارة التربوية بشرى سليمان عربيات لـ 24 إن "البرنامج تخطى المحاذير والممنوعات المجتمعية، بل تجاوز المعايير الأخلاقية والأسرية".

دوافع نفسية غير سليمة
وبرأيها يمثل "قسمة ونصيب" حالة "من الجوع العاطفي لدى الفتيات المشاركات"، وأضافت أن "دوافعهن النفسية غير السليمة جعلتهن يبحثن عن الحب في أي مكان".
وعلى اعتبار أن العمل إسقاط غربي على الوطن العربي، فترى عربيات أن "انتشار هذه البرامج المستوردة تعتبر نذيرَ شؤمٍ على المجتمعات العربية".
واعتبرت أن هذا النوع من "المشاهد بين المشاركين قد تفكك أواصر المجتمع".
وحال اعتراض التربوية كحال المغردين على منصات التواصل، إذ كتبت والدة فتاة عبر حسابها على "إكس" أنها تتخوف من تأثر ابنتها بهذه المشاهد لتعتقد أن هذه الفطرة السليمة للحب.

شتائم وغياب للاحترام
لم تكتفِ حلقات البرنامج بعرض فيديوهات الثنائيات ويومياتهم، بل أيضاً مشاجراتهم التي يتخللها شتائم واستخفاف من بعضهم البعض، إذ كتب متابع للبرنامج على "إكس" "أجيب بوشار وأقعد أشوف خناقاتهم".
وهذا ما لفتت له التربوية عربيات أن هذه المشاهد من شأنها تشويه الأخلاق والنيل منها خاصة لفئة الشباب.