طوفان الأقصى.. ماذا لو؟!


 ماذا لو لم تقم المقاومة الفلسطينية بعملية طوفان الأقصى؟
سيجيب البعض بأننا كنا سنجنب غزة ويلات الدمار والذبح والقتل وخسائر بشرية تحاوزت الاربعين الف شهيد وتدمير بنية تحتية لم يسلم منها مستشفى أو مدرسة أو دار عيادة..
وسنجنب أنفسنا إقحام لبنان بهذه الحرب واستشهاد أكثر من ألفي شهيد إضافة الى قيادات الصف الأول وعلى رأسهم السيد حسن ..
أما محليًا في الأردن، فسيتعافى الاقتصاد الأردني الذي خرج من أزمة الكورونا ليدخل في أزمة أوكرانيا فالحرب على غزة.
أتفق تمامًا مع هذا الطرح إذا كنا نقرأ المشهد يومًا بيوم. أما إذا أردنا أن نقرأ واقعنا بشكل استراتيجي، فدعونا نتذكر الواقع بعيدًا عن بروباغندا الغرب وأدواتهم:
١- القضية الفلسطينية كانت على وشك التصفية بشكل مطلق، وكان التطبيع ما بين السعودية والكيان في محطاته النهائية تمهيدًا لفتح باب التطبيع على مصراعيه لما تبقى من دول عربية، ودون ربط هذا التطبيع بأي حل للقضية الفلسطينية.
٢- حكومة اليمين المتطرف في الكيان تواصل انتهاك المسجد الأقصى وتخطط للسطوة عليه، وبدأت بخطوات عملية في هذا الجانب من خلال الاقتحامات المتكررة للمسجد في ظل صمت عربي مطبق.
٣- شددت حكومة الكيان من حصارها على قطاع غزة، بهدف التمهيد لنزع سلطة حماس منه. ويمكن العودة لتصريحات بن غفير والنتن في هذا الجانب.
٤- حكومة النتن وضعت طرد الحزب من جنوب لبنان والسعي لتشكيل حكومة وتسمية رئيس في لبنان تكون مهمتهما نزع الشرعية عن سلاح الحزب، وذلك بالتعاون مع دول عربية وغربية. ويمكن بسهولة الرجوع الى "ثورة تشرين" وتفجيرات المرفأ … الخ.
طوفان الأقصى لم يكن مجرد ردة فعل على احتلال أو حصار، بل كان الحدث الذي قطع الطريق على مشروع تصفية القضية الفلسطينية وإعادة رسم خارطة المنطقة (راجعوا تصريحات بايدن بعد أيام على أحداث ٧ أكتوبر، وتصريحات النتن في هذا الحانب)، وحجم التضحيات التي تم تقديمها من قبل المقاومة والشعبين الفلسطيني واللبناني، كان يمكن تجنبها في حالة واحدة فقط، وهي إعلان الاستسلام لحكومة اليمين المتطرف ونزع سلاح المقاومة وإعلان الكيان قائدًا للمنطقة وركنًا أصيلًا فيها.
شكرًا للمقاومة .. والمجد والخلود للشهداء.