حرب المياه والموت عطشا
قال تعالى أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون صدق الله العظيم سورة الانبياء (30) .
تشكل المياه ما نسبته 71 % من مساحة الكرة الارضية حسب ما ذكره خبراء ومختصين ، موزعة على العديد من المصادر المختلفة ، وهذه النسبة ليست جميعها صالحة للاستخدام البشري حسب دراسات بهذا الخصوص ، وتشكل المياه العذبة نسبة قليلة بينما المياه المالحة تحتل النسبة الكبرى، ومن المعروف ان المياه العذبة تتواجد بالانهار والابار الارتوازية والبحيرات ، بينما مياه البحار والمحيطات فهي شديدة الملوحة ، لذا تلجأ بعض الدول لتحلية مياه البحر لسد النقص الحاصل بالمياه لديها.
قضية المياه بالاردن تشكل هاجسا للمواطنين بشكل عام وكثيرا ما نسمع من الشكاوى بانقطاع المياه لفترات طويلة عن مناطق مختلفة ، وبسبب ذلك ازدهرت تجارة بيع المياه من خلال ابار مرخصة قيل انها لشخصيات متنفذة ، وما قيل ايضا عن مزارع ضخمة يوجد فيها بئر مياه يسد حاجة محافظة باكملها ، ولا ننسى برك السباحة التي يتم تغيير مياهها دوريا لدى شخصيات نافذة ، كل هذا يكون على حساب مناطق كتب عليها ان يصلها الماء بالقطارة .
ونود هنا ان نذكر ما قامت به حكومات سابقة بذريعة توفير حاجة المواطن للمياه عتدما تم توقيع اعلان النوايا ما بين الاردن والكيان الصهيوني والمعروف باسم المياه مقابل الطاقة، والذي وقعه وزير المياه بذلك الوقت محمد النجار برعاية امريكية اماراتية ، وما قيل بذلك الوقت ان معاليه لم يكن يعلم عن الامر شيئا، بل تم ابلاغه للسفر للامارات قبل يوم من موعد توقيع الاتفاقية ، وبالفعل شد معاليه الرحال لدولة الامارات وقام بتوقيع الاتفاقية بدون معرفة بنودها حسب تسريبات اعلامية.
ولا ننسى ما صرح به وزير المياه السابق ايضا منذر حدادين وعلى قناة المملكة ،وهو من كان له دور بملف المياه خلال المفاوضات مع الكيان الصهيوني ،تعقيبا على توقيع مذكرة التفاهم انفة الذكر بانه كان قرار متسرع لاسيما وان التفاوض مع الكيان الصهيوني بملف المياه استغرق عاما كاملا قبل ان يتم التوقيع، واكد بحديثه الذي احدث ضجة واسعة بذلك الوقت ، ان لدى الاردن مصادر مياه تكفي لمدة خمسمائة عام ، وكشف بذلك اللقاء ايضا ان نتائج حفر الابار بمختلف مناطق المملكة كانت مذهلة وان قدرة الابار على الضخ الذاتي عالية ، وفي لقاء اخر للوزير حدادين ببرنامج نيران صديقة على قناة فضائية اخرى ذكر ان منطقة الديسي مشبعة بالمياه وكذلك منطقتي الشيدية والازرق،وتهرب من الاجابة على سؤال حول عدم الاستثمار بملف طاقة المياه قائلا اهل مكة ادرى بشعابها ، وذكر انه اول وزير وضع استراتجية للمياه عام 1997.
ونذكر ايضا ما اثاره النائب احمد القطاونة بموضوع ابار المياه بمنطقة الغمر المستردة من العدو الصهيوني بعد انتهاء فترة التاجير،سمعنا ومن خلال تصريح للناطق الرسمي لوزارة المياه بشهر شباط الماضي على ما اذكر ومن خلال اذاعة حسنى حيث قال انه وبموجب اتفاقية السلام الموقعة مع دولة الاحتلال يحق لهم سحب المياه من تسعة ابار وبحد اعلى 10 ملايين متر مكعب سنويا ، وبحال تعطل احد الابار يحق لهم استبداله ببئر اخر، ولا يحق للاردن الانتقاص من هذا الحق بالابار التسعة ، ولم يحدد المدة لبقاء هذا الاستغلال ريما لاجل غير مسمى ، ولا ندري هل يجوز هذا الامر بموجب القانون الدولي؟.
ولا ننسى مكروخداع اليهود وعدم الالتزام بالمواثيق فقد سبق لهم ان حولوا للاردن مياه ملوثة بزعم انها حصة الاردن من المياه المخزنة ببحيرة طبريا ، وفي لقاء تلفزيوني جمع احد الصهاينة مع النائب السابق محمود الخرابشة ، كان ذلك الصهيوني يضع على الطاولة امامه كاس ماء ويشرب منها مهددا بانهم قادرون على اماتة الاردن عطشا ، فكان رد الخرابشة ان الاردن قادر على توفير المياه وعاش قبل توقيع اتفاقية السلام على مياه من مصادر اردنية ولم يمت عطشا ، هذا هو التفكير الصهيوني المحتل لفلسطين يسعى وبكل قوة للسيطرة على ثروات وطننا الغالي ويمارس ساديته وافعاله القذرة لاخضاع كامل وطننا وشعبنا العربي لارادته ،وما يقوم به منذ عام من مجازر وابادة لاهلنا بفلسطين الا دليل على ما يسعى له هذا العدو الغاشم فهل نتعامل معه بالطريقة التي تليق به ؟ نامل ذلك وان تعود الانظمة المهرولة لاحضان العدو لرشدها ليفهم هذا العدو اننا قادرون على الرد عليه وبذات الطريقة .