إلى وزير الاتصال الحكومي؛ دُلّني على ناطق إعلامي واحد يُحاوِر الناس في الميدان.!


كتب موسى الصبيحي - لديّ قناعة تامة بأن الناطق باسم أي جهة يجب أن يتمتع بصفات وكاريزما تؤهّله للقيام بمهمته على أكمل وجه. لكن أهم ما يجب أن يكون عليه الناطق هو انتماؤه وقناعته، وما لم يكن الناطق منتمياً انتماءً حقيقياً مخلصاً لمؤسسته مؤمناً إيماناً راسخاً برسالتها, وما لم يكن مقتنعاً بمهمته ودوره راغباً فيه، فإنه لن يتمكّن من تحقيق النجاح مهما امتلك من قدرات ومهارات.

لا يستطيع الناطق باسم أي وزارة أو دائرة أو مؤسسة رسمية أن ينجح في مهمته ما لم يخلع عن رأسه قبّعة الوظيفة الرسمية المجردة، إذ كيف ينجح وقد تملَكه الشعور بأنه يؤدي دوراً وظيفياً رتيباً تقليدياً جافّاً مؤطّراً تأطيراً كاملاً بالوظيفة وبيروقراطيتها، خالياً من الروح.؟!

الإيمان بالرسالة ونبل الغاية والانتماء الصادق للمؤسسة وبدورها في خدمة الوطن والإنسان، هي المحرّكات الحقيقية لأي ناطق التي تمكّنه من تأدية المهمة بنجاح وتألّق.

ولا يملك مَنْ يتصف بما ذكرت إلا أن يقدّم المعلومة للإعلام والناس بطريقة مفهومة واضحة سلسة صادقة شفّافة مُكتملة تنبض حروفها بالثقة والقناعة والحرص على الصالح العام.

أنا صاحب تجربة طويلة في هذا المجال، حين كنت ناطقاً رسمياً باسم مؤسسة الضمان الاجتماعي، وقد تعلمت الكثير، ولم يصقل تجربتي شيءٌ أكثر من الميدان، فقد خضت غمار العمل الميداني بأريحية تامة مُحاوِراً كل الفئات المجتمعية بلا استثناء في الجامعات والمدارس والمعاهد والمنتديات والمساجد والكنائس والملتقيات والأحزاب والنقابات والمؤسسات والمصانع وملتقيات المغتربين الأردنيين وكافة هيئات ومنظمات المجتمع المدني، وكانت تجربة ثريّة صنعت الثقة ورسّخت علاقة إيجابية رائعة بين مؤسستي والمجتمع وكان عمادها الصدق والوضوح والشفافية والإيمان بحق الناس بالمعرفة، ومبادلتهم الأفكار والآراء.

فيا وزير اتصالنا الحكومي والناطق باسم حكومتنا الموقر؛ أرجو أن تدلّني على ناطق إعلامي واحد فقط من بين عشرات الناطقين باسم وزاراتنا ومؤسساتنا وهيئاتنا في القطاع العام المدني يتحاور مع الناس في الميدان بثقة ورغبة وأريحية وشفافية واحترام ويقدّم لهم المعلومة الواضحة شارحاً الخطط والبرامج والأهداف والتحديات والمعيقات والحلول.؟!