في رثاء المرحوم الدكتور محمد الزيناتي


كتب الدكتور احمد صالح شطناوي - 

تلقّيت خبر وفاة الأخ والصديق الدكتور محمد الزيناتي بقلبٍ مؤمن وصابر على قضاء الله وقدره. إن الكلمات تعجز عن التعبير عن الحزن الذي يملأ قلبي وأنا أرثي أخاً وصديقاً صدوقا عزيزاً غادر دنيانا، تاركاً خلفه إرثاً خالداً من المحبة والإخلاص.

كان الدكتور محمد أستاذاً جامعياً استثنائياً، جمع بين عمق المعرفة وتواضع العلماء. لم يكن مجرد معلم ينقل العلم، بل كان مربياً يهتم بتوجيه طلابه ليس فقط في حياتهم الأكاديمية، بل أيضاً في مسيرتهم الشخصية. كان مرجعاً وملهماً للجميع، طالباً وزميلاً، يشع حكمةً وينشر الخير في كل مكان تواجد فيه. كان يؤمن بأن دوره يتجاوز حدود القاعة الدراسية، فكان يقدم النصح والإرشاد في كل خطوة من خطوات طلابه، ويتابع تقدمهم عن قرب وكأنه أحد أفراد أسرته.

وعلى الصعيد الشخصي، كان الدكتور محمد معروفاً بابتسامته التي لم تفارق محياه حتى في أشد اللحظات. كانت تلك الابتسامة تمثل قوة دفينة، تمنح من حوله الطمأنينة والسكينة. كانت انعكاساً لقلبه الطيب وروحه النقية، حيث تميز بصدق مشاعره وصفاء سريرته. لم يكن فقط قريباً من أسرته وأصدقائه، بل كان دائماً موجوداً لمن يحتاجه، مسانداً في الأفراح والأتراح، مبادراً في تقديم يد العون دون تردد أو انتظار.

رحم الله أبا حسين وأسكنه فسيح جناته. لقد غادر جسده هذه الدنيا، لكن روحه الطيبة وذكراه العطرة ستظل محفورة في قلوبنا وذاكرتنا. لن ننسى تلك اللحظات التي جمعتنا به، ولا الحكم والدروس التي تعلمتها منه.

اللهم اغفر له وارحمه، واجعل مثواه الجنة، وارزقنا الصبر والسلوان على فراقه.