الدور الأوروبي غير المعلن في حرب غزة
من المعلوم أن أوروبا ومنذ عهود مضت، تطمع في السيطرة على العالم العربي، وقد خاضت لأجل ذلك الهدف حروباً ضروسة سمتها بالحروب الصليبية، والتي كانت تقودها دولاً أوروبية كبرى كفرنسا وانجلترا وألمانيا ودولاً أوروبية أخرى، لم تخفي تلك الدول حقيقة نواياه تجاه المنطقة العربية، وفلسطين هي وجهتها في كل حملة تشنها أمم أوروبا، حيث عانت البلاد الإسلامية الأمرين لإنقاذ القدس من تغول المطامع الأوروبية، وربما تعد من أهم الأسباب التي اشغلت الدولة الإسلامية عن مسيرة توسيع رقعة دولتها.
على المقلب الآخر في الوقت الحاضر، لازالت تلك المطامع لا تبرح تغادر شهوة أوروبا، رغم تظاهرها بعكس ذلك، فهناك معلومات كثيرة، تم تسريبها من قبل الصحف الأجنبية، عن تجنيد استخبارات غربية خدمة للكيان المحتل في حربه على غزة، فكل الإجرام والقتل والدمار، ما هو إلا حرب همجية تشنها " إسرائيل" وأمريكا ودولاً أوروبية، تزود الكيان الإسرائيلي بمعلومات استخباراتية قد تفيد جيش الاحتلال الإسرائيلي وعملياته العسكرية في قطاع غزة. المعضلة هنا تكمن بالإنكار وازدواجية الخطاب الذي تنتهجه الدول الأوروبية، فالنيتو له دور حيوي ونشط في حرب الكيان الإسرائيلي الإرهابي على قطاع غزة وسكانها المدنيين الأبرياء رغم تظاهره بعكس ذلك، فمن الجلي أن الحرب الوحشية على غزة لا يمكن بحال من الأحوال، أن تقوم بها دولة الاحتلال بمفردها إلا إذا كان هناك دعم قوي من قبل دولاً أخرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
لا يمكن أن يعم السلام العالم، والمجتمع الدولي يعاني ضعفاً واختلالاً في منظومته، فمن يدعون الحرية والعدالة والمساواة، هم بالأساس أعداء لتلك الشعارات، وما تصريحاتهم ودفاعهم عن حقوق الإنسان، إلا ذر للرماد في العيون، وملهاة يستخدمها زعماء الغرب، لإتاحة الفرصة للكيان الصهيوني لرسم واقع جديد في المنطقة العربية، وتمكينه من ابتلاع مزيداً من أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، وما العقوبات التي تدعي الإدارة الأمريكية أنها فرضتها على المستوطنين، أمر مفضوح! فكيف ستعاقب أمريكا الكيان الإسرائيلي الذي أوجدته ليكون حارساً لها في منطقة الشرق الأوسط، ويدها الضارب على كل من يرفض الخطط والأهداف الأمريكية ومن خلفها الغرب.