دراسة للدكتور عمر الحاج من جامعة البترا تبرز تباين السعرات الحرارية في حليب الإبل حسب المنطقة والمناخ


 
أظهرت دراسة حديثة لرئيس قسم التغذية والحميات في كلية الصيدلة والعلوم الطبية في جامعة البترا الدكتور عمر الحاج تباينًا ملحوظًا في السعرات الحرارية لحليب الإبل حسب المنطقة والمناخ والسلالة. وقد توصلت النتائج إلى أن حليب الإبل من السلالات ذات السنامين "البكترين" يحتوي على سعرات حرارية أعلى مقارنة بحليب السلالات ذات السنام الواحد "دروميداري". وأرجع الحاج التباين إلى عدة عوامل، منها: اختلاف الأعلاف المستخدمة، والوراثة الجينية للإبل، بالإضافة إلى الظروف المناخية التي تؤثر في مكونات الحليب.

وأظهرت الدراسة أن حليب الإبل المنتج في دول مثل منغوليا وكازاخستان يتمتع بأعلى محتوى من السعرات الحرارية، في حين سجلت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أدنى مستويات. وأشارت النتائج إلى أن استهلاك حليب الإبل في آسيا الوسطى يمكن أن يوفر زيادة تصل إلى 40% في السعرات الحرارية مقارنة بدول الشرق الأوسط.

شارك الحاج متحدثًا رئيسًا في المؤتمر الدولي لتعزيز سلسلة القيمة الغذائية لحليب الإبل، وهو بعنوان: "التحديات والآفاق المستقبلية في مواجهة التغيرات المناخية والاقتصادية" الذي عُقد في جزيرة جربا بتونس. وجمع المؤتمر أكثر من 250 شخصًا من العلماء والباحثين ومربي الإبل، من مختلف بلدان العالم، لتبادل الأفكار والتجارب حول التحديات والفرص المرتبطة بتربية الإبل وإنتاج الحليب.

وأشار الحاج إلى أن حليب الإبل يتمتع بخصائص فريدة تجعله متميزًا عن أنواع الحليب الأخرى، مثل: قدرته على تعزيز المناعة، ومساعدته في الوقاية من بعض الأمراض.

ولفت الحاج انتباه الحضور إلى تأثير العوامل الموسمية على جودة الحليب؛ إذ يزداد محتواه من السعرات الحرارية خلال موسم الشتاء نتيجة لتحسين نوعية الأعلاف ووفرة المياه.

واستعرض الحاج نتائج بحثه المنشور في المجلة الدولية لتكنولوجيا الألبان، موضحًا أن المملكة العربية السعودية تتصدر قائمة المنشورات البحثية في مجال حليب الإبل، تليها جمهورية مصر العربية، والسودان. وقد سلط الضوء على أهمية البحث المستمر في هذا المجال، نظرًا لما يحمله حليب الإبل من فوائد صحية متعددة، مثل احتوائه على البروتينات والفيتامينات والمعادن المهمة.
اختتم الدكتور الحاج كلمته بالحث على ضرورة الاهتمام بالإبل ومنتجاتها بصفتها ثروة وطنية، مؤكدًا أهمية ارتباطها بالتراث المحلي، داعيًا إلى زيادة الدعم المقدم للأبحاث ذات العلاقة محليًا وعالميًا، لما لها من أهمية في تحسين تغذية المجتمعات المحلية ومربي الإبل، وكذلك فئات المجتمع المختلفة المستهلكة لهذا المنتج الصحي.

ودعا الحاج إلى زيادة الوعي بفوائد حليب الإبل، وأهمية تكاثف الجهود بين الباحثين والمهنيين في مجالات التغذية والصحة والزراعة والمؤسسات العلمية لعقد مؤتمرات علمية متخصصة، بهدف مواكبة أحدث ما توصل إليه العلم في مجال تكنولوجيا الألبان وتعزيز التعاون الدولي لتحسين سلاسل القيمة الغذائية لحليب الإبل.