4 أشياء يفعلها الأذكياء.. كيف تتفوق على المتباهين في العمل؟

 

هل سبق لك أن نظرت حولك لتجد زملاءك الذين يبدو أنهم يبذلون نصف جهدك، يحصلون على كل التقدير والاهتمام لمجرد أنهم يتحدثون كثيراً؟ ربما قلت في نفسك: هؤلاء الأشخاص ليس لديهم أدنى فكرة عما يتحدثون عنه، لكنهم يستمرون في الحديث كما لو أنهم يعرفون كل شيء!

والحقيقة هي أنه في العديد من المؤسسات، تتجه الأنظار إلى من يتحدث أكثر. يُطلق على ذلك فرضية الثرثرة. إذ وجدت الأبحاث أن أولئك الذين يتحدثون كثيراً أكثر عرضة للنظر إليهم باعتبارهم أشخاص قياديين، بغض النظر عن جودة أفكارهم.

ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعتبرون أنفسهم أكثر تفكيراً وانطواءً، يمكن أن يكون هذا الواقع محبطاً بالنسبة لهم.
 
لهذا السبب كتب جيسيكا تشين، خبير اتصالات عالمي، ومتحدث رئيسي، وصحفي تلفزيوني سابق حائز على جائزة إيمي، كتابه بعنوان "ذكي، وليس بصوتٍ عالٍ: كيف تحظى بالاهتمام في العمل لأسباب صحيحة؟"، لتعليم المهنيين الأذكياء كيفية النجاح في العمل، والتواصل بثقة، وتسليط الضوء على عبقريتهم - دون الحاجة إلى أن يكونوا الأعلى صوتاً في المكان.

يعلم الأشخاص الأكثر نجاحاً جيداً أن بناء مهنة يحبونها لا يتعلق فقط بمدى جديتهم في العمل. بل بالقدرة على تركيز طاقتهم على الأشياء التي تعود عليهم بعائد على جهودهم أيضاً.

إليك أهم 4 أشياء يفعلها الأشخاص الأذكياء دائماً لجذب الانتباه والنجاح في العمل:

توقف عن الانتظار وابدأ في المشاركة
قد تمتنع في بعض الأحيان عن قول ما يدور في ذهنك لأنك تريد التأكد من أنك تساهم بشيء ذي قيمة. وقد ينبع هذا من التوقعات العالية التي تضعها على نفسك، أو الحاجة إلى الكمال، أو الرغبة في الحصول على كل المعلومات قبل أن تزن الأمور. ولكن يجب أن تضع في اعتبارك أن ما يبدو معلومة عادية بالنسبة لك، قد تكون في الواقع معلومة نابغة بالنسبة لشخص آخر.

بعبارة أخرى، ما هو قيم يعد أمر نسبين فلا ترفض أو تقلل من أهمية أفكارك قبل أن تحاول حتى المساهمة بها في مناقشة.

إن إضافة القيمة لا تعني دائماً تقديم معلومة جديدة. يمكنك طرح سؤال عميق، أو التحقق من صحة فكرة، أو الإشارة إلى افتراضات، أو تسليط الضوء على المخاطر. قدم هذه المعلومات بوضوح وموجز ومباشرة، وسينظر إليك الناس كشخص ذكي ويتفاعلون معك.

اطلب ما تريده
من السهل أن تشعر أن عملك الرائع يجب أن يتحدث عن نفسه. ولكن إذا كنت تريد الحصول على ترقية كبيرة، أو المشاركة في ذلك المشروع المرغوب، أو متابعة فكرة مبتكرة، فعليك أن تطلب ذلك. لا تفترض أن مديرك سيعرف ما أنت مهتم به.

يضع الأشخاص الأذكياء الأولوية لطلب ما يريدونه، وهم يفعلون ذلك دائماً بلباقة وفراسة. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تعلم أن رئيس قسمك سيسأل عن الميزانية والتكلفة والموارد - لأن هذا ما يسأل عنه دائماً - فتأكد من إجراء التحضيرات اللازمة ووضع خطة قبل أن يطرح الأمر.

يتوقع الأشخاص الأذكياء احتياجات ومخاوف الآخرين عند السؤال عما يريدونه، لذا يحصلون على موافقة على الأرجح.

المتابعة
من الأشياء التي يمكنك القيام بها لتحقيق النجاح في العمل هو التواصل مع الناس. قد يبدو هذا الأمر محرجاً بالنسبة للعديد منا لأننا لا نريد أن يُنظر إلينا على أننا متطفلون. لكن الحقيقة هي أن الأشخاص الأكثر نجاحاً يعرفون أن المتابعة جزء من النجاح. إنها الطريقة التي يمكنك من خلالها ضمان بقائك في أذهان الآخرين.

للقيام بذلك بطريقة دبلوماسية، لا تقل فقط، "سأتابع هنا..." بدلاً من ذلك، قدم معلومات جديدة، أو نظرة ثاقبة جديدة، أو بحثاً إضافياً، أو المزيد من البيانات. ما يجعل المتابعة تبدو جيدة وفي الوقت المناسب، ويدفع المحادثة إلى الأمام، ويساعدك في الحصول على ما تحتاجه.

احتفي بإنجازاتك
بالنسبة للعديد منا، يبدو الاحتفال بانتصارات الأشخاص الذين نهتم بهم - مثل الأصدقاء والعائلة - أمراً طبيعياً. ولكن عندما يتعلق الأمر بالاحتفال بإنجازات العمل التي نقوم بها، فإننا نتجاهله أحياناً لأننا لا نريد أن يُنظر إلينا على أننا متباهون أو أنانيون أو صاخبون.

ومع ذلك، يعرف الأشخاص الأذكياء أن تسليط الضوء على إنجازاتهم يمكن أن يفتح فرصاً أكبر في العمل.

وللقيام بذلك بطريقة لا تبدو وكأنك تتباهى، لا تتحدث فقط عن إنجازاتك، بل تحدث أيضاً عن الدروس التي تعلمتها. فعلى سبيل المثال، قد تقول: "أنا سعيد للغاية بإنهاء مشروع كذا بمعدل نجاح كذا، وفيما يلي أهم النقاط المستفادة من هذا المشروع والتي وجدتها مفيدة ...". فبهذه الطريقة أنت تقدم رؤية لمساعدة الآخرين على التعلم من إنجازاتك – وعلى أنهم أنفسهم ينجحون، فهذا يعتبر ذكاء وليس تفاخراً.