معرض عمان الدولي للكتاب 2024 يواصل برنامج الثقافي لليوم السادس بعدد من الندوات..
عمان-يواصل معرض عمان الدولي للكتاب 2024 الذي يقيمه اتحاد الناشرين الأردنيين، بالتعاون مع وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى، فعالياته لليوم السادس على التوالي في المركز الأردني للمعارض الدولية-مكة مول.
وأقيمت ضمن البرنامج الثقافي للمعرض، مساء أمس الثلاثاء، محاضرة بعنوان" أحداث الواقع وأثرها في الكشف عن إعجاز القرآن وهدايته" للدكتور سليمان الدقور، وإدارة مجاهد نوفل، وندوة حول " مستقبل القراءة في ظل العالم الرقمي" بمشاركة الدكتور محمد عبد الكريم الزيود، ومحمد سناجلة، وإدارة شروق طومار، كما أقيمت أمسية للشعر النبطي بمشاركة الشاعرة سماح المجالي، والشاعر عليان العدوان، وإدارة الأمسية الدكتورة مرام أبو النادي، و
وأٌقيمت ندوة " الرواية والحياة.. شهادات إبداعية" بمشاركة الروائية سميحة خريس، وهدى حمد من سلطنة عمان، وإدارة صالح حمودني، وندوة" المرأة والكتابة .. تاريخ البدايات ورهانات اليوم" بمشاركة الدكتورة فيروز رشام من الجزائر، والدكتورة مها العتوم، وإدارة الدكتورة منى الحوامدة، واختتم البرنامج لهذ اليوم بندوة " الحرب على تاريخ وثقافة غزة" للباحث الفلسطيني حسام أبو النصر، وإدارة غدير حدادين.
وفي أمسية للشعر النبطي، قرأت الشاعرة سماح المجالي قصائد وجدانية، تميزت بموضوعاتها من خلال اختيار المفردات والصورة الشعرية، فيما قرأ الشاعر عليان العدوان مجموعة من قصائده الوطنية.
وفي ندوة" المرأة والكتابة .. تاريخ البدايات ورهانات اليوم"، تحدث الدكتورة فيروز رشام من الجزائر في سياق تاريخي عن تأخر النساء دخول مجال الكتابة في الثقافة العربية، وعما وصفته بتهميش دورهن في التأريخ لأوطانهن وتجاهلهن في صياغة التاريخ المكتوب.
وأشارت إلى أن الرجال أسهبوا في الكتابة عن المرأة وتكلموا باسمها ونيابة عنها، وقدموها بشكل سلبي واختزلوا وظيفتها في الزواج والإنجاب واتهموها بنقص العقل، وكما انها اعتبرت غير قادرة على إنتاج المعرفة، موضحا أن سبل النشر الإلكتروني، والتطور الحضاري للدول، وارتفاع نسبة التعليم، كلها مؤشرات على زيادة وانتشار الكاتبات النسويات في الراهن الحالي.
بدورها، أكدت الدكتورة العتوم، أن تعبير المرأة في العصر الحديث يحمل في طياته إرثاً تاريخيا طويلا من التهميش والإقصاء، وهو ما ينطبق على الحياة الاجتماعية وينسحب على الحياة الثقافية بالضرورة.
وقالت إن كتابات المرأة تعبر عن هواجسها ورؤاها كإنسانة، وكامرأة، وكشاعرة، واستشهدت بقصيدة النثر النسوية، التي عدتها ظاهرة جمالية وفنية في تاريخ تحولات القصيدة العربية، مشيرة إلى أن نسبة ما تكتبه المرأة من هذه الدواوين، وأهمية هذه النسبة فنياً وجمالياً ودلالياً، وهو ما لا يمكن معرفته والتحقق منه إلا بالمعاينة والقراءة والتحليل ومواجهة هذه النصوص نقدياً".
وفي محاضرة بعنوان" أحداث الواقع وأثرها في الكشف عن إعجاز القرآن وهدايته"، للدكتور سليمان الدقور، أشار خلالها إلى أنه مع تقدم الزمان أصبح هناك ضعف في الذائقة اللغوية، وما عاد هناك إدراك للاعجاز القرآني بشكله الطبيعي وبشكله السليم.
وقال إن أعظم نظرية في إعجاز القرآن الكريم هو أنه نُظم بطريقة معينة في ترتيب كلامه ومعانيه عجز العرب ان يأتوا بمثلها، مضيفا أنه من يريد ان يدرس إعجاز القران الكريم يجب لا يعتمد في ذلك على "أدوات قاصرة".
وفي ندوة حول " مستقبل القراءة في ظل العالم الرقمي"، أشار الدكتور الزيود إلى أن المعرفة أصبحت متاحة بشكل واسع بسبب التقنيات الحديثة، مضيفا أن الأدوات الرقمية الخاصة بالقراءة والتي لديها القدرة على استخلاص ما في الكتاب عبر مشغلات أصبحت كثيرة وفي متناول الجميع.
وقال إن مؤشرات القراءة في الأردن التي تقول أن نسبة الأردنيين الذين لا يقرأون هي السائدة ، أوضح الزيود أن صبغة المجتمع أنه لا يقرأ غير صحيح بدلالة الإقبال الذي يشهده المعرض من كافة الأعمار.
وبين الدكتور الزيود أن القراءة بشكل عام وعاداتها تختلف باختلاف الأجيال فكل جيل يختلف عن الأخر، وهناك طقوس لكل منها.
أما الكاتب سناجلة، فتحدث عن الأدب الرقمي موضحا أن أول رواية رقمية خرجت 1986 من جامعة يل الأمريكية ضمن مختبر إبداعي، أي أن الادب الرقمي بدأ برعاية واهتمام أكاديمي وهذا دعوة للمؤسسات الأكاديمية إلى تبني مثل هذه المبادرات.
وتحدث عن تجربته في الأدب الرقمي، وعرض نماذج منها، التي وصلت إلى 5 روايات، وتدرس في 20 جامعة، مبينا ضرورة الاستفادة من ما تقدمه التكنولوجيا الحديثة وتوظيفه في الادب الرقمي الذي يستعد الآن لدخول عصر الذكاء الاصطناعي.
وفي ندوة " الحرب على تاريخ وثقافة غزة"، عرض الباحث الفلسطيني حسام أبو النصر مؤلف كتاب " آثار غزة.. وحرب التاريخ"، للسياق التاريخي قطاع غزة وما كانت تمثله في كل الحضارات التي تعاقبت على المنطقة مشيرا إلى أن هناك مخطوطة تتحدث عن غزة في العصر الفرعوني ومخطوطات أخرى كنعانية ..
وقال إن التدمير الذي تتعرض له غزة اليوم، بدأ منذ عام 1948 واشتد لاحقا في 1967، وصاحب هذا التدمير استيلاء على الاثار في غزة من قبل الصهيوني موشية ديان، وكما ان المعالم التاريخية والتوابيت الكنعانية التي كانت موجودة في غزة تم مصادرتها، كما تعرضت المساجد الى تدمير، وذكر الاجتياح الذي قامت به قوات الاحتلال خلال عام 2009 وما بعده.
وأضاف الكاتب أبو النصر ان ما يحدث الان في قطاع غزة على أرض الواقع يفوق ما نراه في وسائل الإعلام، من تهجير وقتل وتدمير، وتجويع، بحق المواطن الفلسطيني في غزة، مشيرا إلى أن شهيد في 7 أكتوبر هو الروائي عمر الغول، إضافة على استشهاد 25 فنان تشكيلي ورسام حتى الآن.
وفي السياق ذاته، وقع الباحث الفلسطيني حسان أبو النصر في جناح دار الفينيق للنشر والتوزيع، كتابه " آثار غزة.. وحرب التاريخ"، الذي يحتوي على ثلاث فصول رئيسية تناول الفصل الأول الذي حمل عنوان (غزة الواقع التاريخي والجغرافي) تاريخ المدينة وموقعها وما مر عليها من غزاة وحضارات، أما الفصل الثاني والذي حمل عنوان (أهم المعالم الدينية في غزة) فقد تحدث عن أهم المواقع في غزة والتفصيل الزماني والمكاني، فيما جاء الفصل الاخير تحت عنوان (الاعتداءات الاسرائيلية على آثار غزة) وسلط الضوء على تلك الاعتداءات (السرقة والنهب والتدمير) من قبل عام 1967.
يشمل الكتاب احصائيات خاصة بحروب غزة من 2008 حتى 2023 والمستمرة الى اللحظة وضحت الاعتداءات وعمليات السرقة والنهب والتدمير الكامل والجزئي للأثار، واختتم الكتاب بملحق صور يوضح بعض اثار غزة وما تعرضت له من اعتداءات ودمار وما تزال هذه الاعتداءات قائمة حتى اللحظة.