وحدة الصف فوق الخلاف: الإخوان جزء من النسيج الوطني وليسوا العدو
في ظل تصاعد الأحداث في المنطقة والضغوطات التي تواجه الأردن، يشهد بلدنا العزيز بعض او شبه انقسامًات غير مسبوقه في صفوفه الداخلية، وفي مقدمة هذه الانقسامات يأتي الهجوم المستمر على جماعة الإخوان المسلمين. هذا الهجوم لم يعد مجرد نقد سياسي، بل بات حملة منظمة تستهدف زعزعة الوحدة الوطنية وتقسيم المجتمع،
وكأن البعض قد نسي أن المعركة الحقيقية ليست مع الإخوان بل مع العدو الذي يتربص بنا جميعًا... إسرائيل.
لماذا نغفل هذا الواقع؟ لماذا نترك أنفسنا فريسة للفرقة والانقسام في وقت نحن فيه بأمسّ الحاجة إلى رص الصفوف وتوحيد الجهود؟
ليس الإخوان خصمًا لنا، بل هم جزء من نسيج المجتمع الأردني، وقاعدتهم الشعبية ليست بالأمر الهين، فهم يمثلون ما يزيد ٣٢٪ من الشعب الأردني وقد حصلوا على نصف مليون ناخب، صوت لهم في الانتخابات النيابيه الاخيره
أليس من الإنصاف أن نحترم خيارات الناس؟.
نحن اليوم في قارب واحد، نسير في طريق ملغم بالمخاطر والتحديات، ولا يعلم إلا الله وجهتنا النهائية.
إلا أن ما نعلمه يقينًا هو أن عدونا الحقيقي واحد، ألا وهو إسرائيل. هذا العدو لا يفرق بيننا، سواء كنا من الإخوان أو من غيرهم، فهدفه واضح: إضعاف الأردن وتفكيك وحدته.
فقضية فلسطين هي قضيتنا المركزية، وكل من يتابع تحركات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم في المحافل الدولية، يدرك أن الأردن يقف في الصف الأول للدفاع عن فلسطين . فلماذا نلتفت إلى الداخل ونشيطن بعضنا البعض؟
هل نسينا أن التفرقة لا تخدم إلا أجندات خارجية، وأن أي محاولة لزرع الشقاق بين أبناء الوطن تصب في مصلحة العدو المشترك؟
نحن بحاجة ماسة إلى نبذ الخلافات الداخلية، ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. الخلاف في الرأي لا يعني العداء، والاختلاف في المواقف لا يستوجب التخوين.
فكيف لنا أن نقبل بإقصاء الإخوان المسلمين، وهم جزء أصيل من النسيج الأردني، وميزان قوى التوازن في الدوله الاردنيه ورديف قوي في المحافظة على امن الأردن ومقدراته
والعلاقة بين الإخوان المسلمين والنظام الأردني علاقة تاريخية بدأت منذ تأسيس الجماعة في الأردن
وساهم الاخوان في استقرار المجتمع الاردني والنظام الاردني. ووقف الاخوان بكل صلابه لجانب النظام الاردني حينما جرت محاولة انقلاب عليه. وهتفوا بالشوارع الاردنيه باسم جلالة الملك الحسين رحمه الله داعمين ومؤيدين لجلالته
وعلاقة الاخوان بالنظام وان كان فيها شد وجذب في قليل من الاوقات. الا انها لم تصل إلى حد القطيعه او المواجهه او الخطر بل بقيت جماعة الاخوان الاقرب للنظام وهي الوحيدة التي تعمل على الساحه دون مواجهات او خلافات مع اجهزة الدوله
مع انني لست من الاخوان وودت لو اكون
والحقيقه انهم جماعه رصينه متوازنه لا بؤمنون بإثارة الشغب او الاصطدام مع اي طرف متوازنين في نهجهم
وسواء اتفقنا معهم في الرأي أم لا؟ إنهم شاركوا في دعم غزة، وعندما تحركوا في الشوارع لنصرتها، واجهوا التشويه والاتهامات.
وان جلسوا في بيوتهم، قيل عنهم متخاذلون. وان خرجوا للشوارع قال عنهم البعض انهم غوغائيون
أهذا هو العدل؟ أهذا هو المنطق الذي نريد أن نسير عليه؟ إلى أين. نحن ذاهبون
الهجوم على الإخوان، سواء بالكلام أو بالفعل، ليس الطريق السليم لحماية الأردن، بل هو تشتيت للجهود وإضعاف للوحدة الوطنية التي نحن في أمسّ الحاجة إليها.
فلندع العصبية والتفرقة جانبًا، ولنركز على الهدف الأسمى: الحفاظ على الأردن قويًا وموحدًا في مواجهة أي خطر خارجي
علينا أن نكون منصفين في أحكامنا، وأن نضع نصب أعيننا مصلحة الوطن. فلا مصلحة في الشيطنة ولا في التخوين، بل المصلحة في الحوار والوحدة.
دعونا نستقي أخبارنا من المصادر الرسمية، لا من القنوات المشبوهة التي لا هم لها سوى إثارة الفتن والشقاق.
ولنكن واضحين في مواقفنا: الاستشهاد في سبيل الله والدفاع عن الأوطان واجب مقدس، لا يختلف عليه عاقل
ودعونا نسير خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمه بكل عزم واصرار. موحدين متفقين متفاهمين ان ألاردن وقيادته الهاشميه خط احمر ومادون ذلك قد نتفق ونختلف ولكن يجمعنا الوطن والقياده
، ومن هنا أدعو إلى ترك هذا الانقسام، والتفرغ لمواجهة العدو الحقيقي الذي يتربص بنا جميعًا.
وحدتنا هي سلاحنا الأقوى، ولن ننتصر إلا إذا ألقينا خلافاتنا جانبًا وركزنا على ما يجمعنا: حب الأردن والدفاع عن فلسطين.
وعلينا أن ندرك أن المعركة ليست مع الإخوان، بل مع من يسعى لتقسيمنا وإضعافنا. فلنتحد في وجه هذا العدو ولنترك الخلافات الداخلية التي لا تخدم سوى أجنداته.
الأردن بحاجة إلى كل أبنائه، والوحدة هي الطريق إلى النصر *
وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين *