حماس: المقاومة خيارنا الأبدي.. وعلى العالم التحرّك لوقف الابادة الجماعية في شمال غزة
* بيان صحفي لحركة المقاومة الإسلامية حماس يلقيه القيادي في الحركة الدكتور سامي أبو زهري حول العدوان الصهيوني على قطاع غزة
- لليوم (15) على التوالي يواصل الاحتلال الصهيوني حملته الفاشية في محافظة شمالي غزة
- إن بشاعة الجريمة التي يرتكبها جيش الاحتلال في محافظة شمال قطاع غزة هي إبادة جماعية وتنفيذ لحكم الاعدام بحقّ أهلنا هناك
- لم يعد مقبولا الاكتفاء بلغة الشجب والاستنكار، بل يجب على المجتمع الدولي والامم المتحدة التحرك الفاعل وفرض عقوبات على حكومة الاحتلال الفاشية
- نستهجن قيام بعض وسائل الإعلام العربية التساوق مع رواية الاحتلال وبشكل يجعلها شريكة في حرب الإبادة الجماعية
- يواصل الاحتلال سياسة التضليل الإعلامي حول دخول المساعدات إلى شمال قطاع غزة، والحقيقة أن مساعدات قليلة فقط وصلت إلى مدينة غزة، وعليه نؤكد أنه لا مساعدات دخلت شمال غزة منذ أكثر من أسبوعين
- الاحتلال لا يزال يمارس الكذب والتضليل حول وجود ممرات آمنة، وهو يستهدف بالاعتقال أو الاعدام كلّ من يستخدم هذه الممرات
- نحمّل الادارة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا المسؤولية عن هذه الإبادة الجماعية والمجازر والجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال، وندعو محكمة العدل الدولية لاجبار هذه الدول على وقف صادراتها من الأسلحة إلى الكيان الصهيوني
- نجدد التأكيد على أن خيار شعبنا ومقاومتنا كان في الصمود في وجه مخططات العدوّ.
تاليا نصّ البيان:
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
بيان صحفي
حول العدوان الصهيوني والوضع في شمال قطاع غزَّة
جماهيرَ شعبنا العظيم، أمَّتنا العربية والإسلامية، أحرارَ العالم،
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الرَّحمة والمجد والخلود على روح القائد البطل الشهيد يحيى السنوار (أبي إبراهيم) رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وقائد معركة طوفان الأقصى، ورفيقه على هذا الدرب القائد الشهيد محمود حمدان (أبي يوسف)، وعلى أرواح قوافل شهداء شعبنا في قطاع غزَّة العزَّة والضفة الأبيّة والقدس ومخيمات اللّجوء والشتات، وعلى شهداء أمتنا العربية والإسلامية، الذين ارتقوا في جبهات إسناد شعبنا ومقاومتنا الباسلة، على درب تحرير فلسطين والقدس والأقصى المبارك.
تتواصلُ لليوم الخامس عشر على التوالي، الحملة العسكرية الفاشية التي بدأها جيش الاحتلال الصهيونيّ، ضدَّ ما يزيد على مئتي ألف من أبناء شعبنا الفلسطيني في محافظة شمال قطاع غزَّة، في جباليا وما حولها؛ بهدف تنفيذ مخطط جنرالاته الخبيث وتهجير أهلنا، حيث يرتكب بحقّهم إبادة جماعية، عبر تكثيف قصف الأحياء السكنية وخيام النازحين في المدارس، وتدميرِ عشراتِ المنازل بشكلٍ يوميّ، وزرعِ قنابلَ في المباني ثمَّ تفجيرها عن بُعد، ومنعِ وصولِ الوَقودِ إلى المستشفياتِ والمساعداتِ الغذائية والأدوية، وقطعِ الاتصالات والإنترنت، ومحاصرةِ وقصفِ المستشفيات، ممَّا يُفاقم أوضاعَهم الإنسانيةَ الصَّعبةَ أصلاً، ويُنذر بارتفاع أعداد الشهداء.
إنَّنا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأمام هذه التصعيد الهمجي المتواصل لجيش الاحتلال وحكومته المتطرّفة ضدَّ أهلنا في قطاع غزَّة، خصوصاً في محافظة شمال القطاع، نؤكّد ما يلي:
1. إنَّ بشاعة الجريمة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في شمال قطاع غزَّة هي أكبر من أن توصف أو أن تختزل في صورة أو تقرير، فما يجري هو إبادة كاملة وتنفيذ لحكم الإعدام بحقّ أبناء شعبنا المتواجدين هناك، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وكل المواثيق والأعراف الدولية.
وإنَّ المجتمع الدّولي ومؤسساته باتوا أمام اختبار حقيقي للخروج من هذا الصمت والعجز، والعمل على احترام القيم الإنسانية والعدالة والمبادئ التي قاموا عليها.
2. لم يعد مقبولاً الاكتفاء بلغة الشجب والاستنكار والتي يستهين بها الاحتلال ولا يكترث بها، بل يجب على المجتمع الدولي والأمم المتحدة التحرّك الفاعل والجاد لفرض عقوبات على هذه الحكومة الفاشية وعزلها عن كلّ مؤسسات الأمم المتحدة، والضغط عليها وعلى داعميها حتّى يوقفوا حرب الإبادة الجماعية ضدَّ شعبنا.
3. إنَّ قطع جيش الاحتلال المجرم للاتصالات والإنترنت عن محافظة شمال غزَّة، يستهدف التغطية على جريمة الإبادة التي يرتكبها، ومحاولة عزل أهلنا، ومنع نقل الصورة الحقيقية إلى العالم عن المحرقة والمجزرة اليومية التي ينفذها هناك.
وفي هذا السّياق، نستهجن ونستنكر قيامَ بعضِ وسائلِ الإعلامِ النّاطقةِ باللّغةِ العربية بتبنّي سياسة تحريرية وخطاب إعلامي يتساوق مع أجندات الاحتلال الصهيوني وروايته السوداء في تشويه مقاومة شعبنا ورموزه الوطنية، ممّا يجرّدها من كلّ قيم الموضوعية والمهنية، ويضعها في صفّ العدو الصهيوني والشراكة في حرب الإبادة الجماعية ضدَّ شعبنا.
4. يواصل الاحتلال الصهيوني سياسة التضليل الإعلامي حول دخول المساعدات إلى شمال قطاع غزَّة؛ عبر نشر أخبار وتقارير كاذبة ولا أساس لها من الصحّة، تُوهم بوصول المساعدات إلى كافة مناطق قطاع غزَّة. والحقيقة أنَّ مساعدات قليلة وصلت إلى منطقة مدينة غزَّة فقط -وهي كذلك منطقة منكوبة وبحاجة إلى مساعدات – وعليه، فإنَّنا نؤكّد مجدّداً أنَّه لا مساعدات دخلت إلى محافظة شمال غزَّة، منذ أكثر من أسبوعين.
5. لا يزال الاحتلال يمارس سياسة الكذب والتّضليل حول وجود مناطقَ أو ممراتٍ آمنةٍ، يدعو أهلنا للتوجّه إليها، فلا وجودَ لمكان آمن في ظلّ تصعيدِه كلَّ أنواعِ القصف الهمجي؛ فهذا الاحتلالُ الفاشيّ يستهدف بالإعدام أو الاعتقال كلَّ منْ يخرجُ من الشمال إلى المناطق والممرّات التي حدّدها بأنَّها آمنة.
6. إنَّ العدو المجرم مستمرٌ في سياسته الإجرامية غير المسبوقة في تاريخ الحروب، باستهداف المستشفيات بالقصف والتدمير، ومنع الأطقم الطبية والدّفاع المدني من الوصول للمصابين، وهنا ندعو كلّ الدول والمنظمات الصحية والإنسانية إلى التحرك العاجل، وتحمّل مسؤولياتهم في إنقاذ المنظومة الطبيَّة، والضَّغط لحمايتها وتزويدها بالوقود وكل الاحتياجات اللازمة لتقوم بدورها.
7. نحمّل الإدارةَ الأمريكيةَ وكلَّ الدَّولِ الدَّاعمةِ للاحتلال في حربِه ضدَّ شعبنا، وعلى رأسها بريطانيا وألمانيا، المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه المجازر والجرائم وحرب الإبادة الجماعية التي تُرتكب يومياً ضد أهلنا في قطاع غزَّة، بسبب تزويدِ جيشِ الاحتلالِ بالأسلحةِ والقنابل والعتاد العسكري، إلى جانب منحه غطاءً سياسياً، وندعو محكمة العدل الدولية لاتخاذ إجراءات طارئة تُجبر هذه الدول على وَقْفَ صادراتِ أسلحتِها إلى الكيانِ الصهيوني.
8. ندعو أمَّتنا العربية والإسلامية بدولها وحكوماتها ومؤسساتها إلى الانخراط في هذه المواجهة التاريخية مع العدو الصهيوني، إسناداً لغزَّة والمقاومة، وإرسال رسالة للاحتلال وداعميه أنَّ غزَّة ليست وحدها، كما ندعو جماهير أمَّتنا إلى الخروج في مظاهرات ومسيرات حاشدة في كل العواصم والساحات، انتصاراً لشعبنا ومقاومتنا وتضامناً مع أهلنا في قطاع غزَّة.
ختاماً، نجدّد التأكيد على أنَّ خيار شعبنا ومقاومتنا الأوحد، كان وسيبقى خياراً أبدياً في الثبات على الأرض والصمود والمقاومة ومواجهة عدوان الاحتلال، وإحباط مخططاته في التهجير وتصفية قضيتنا الوطنية، حتى التحرير الشَّامل والاستقلال والعودة.
الرَّحمة والمجد والخلود لشهداء شعبنا الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى والمرضى، والحريَّة للأسرى والمعتقلين، والنصر لشعبنا ومقاومتنا.
وإنّه لجهادٌ، نصرٌ أو استشهاد
حركة المقاومة الإسلامية (حماس)
السبت: 16 ربيع الآخر 1446 هـ
الموافق: 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2024م