73 شهيدا وعشرات المفقودين تحت الانقاض بمجزرة جديدة في بيت لاهيا
استشهد (73) فلسطينيا وأصيب آخرون وبقي العشرات تحت الأنقاض اليوم السبت في مجزرة جديدة ببيت لاهيا شمال غزة، إثر غارات إسرائيلية عنيفة دمرت حيا سكنيا في المنطقة. كما أفادت مصادر طبية باستشهاد 48 فلسطينيا في غارات على مناطق متفرقة من القطاع منذ الصباح.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية بشكل خاص مخيم جباليا ومدخل مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة في تل الزعتر شمالي القطاع ومخيمي المغازي والنصيرات وسط القطاع، بالإضافة إلى مدينة رفح.
كما نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية عمليات ضد القوات الإسرائيلية في محاور التوغل المختلفة، خاصة في الشمال ومخيم جباليا المحاصر لليوم الـ15 على التوالي، وأعلن الجيش الإسرائيلي على إثرها مقتل اثنين من جنوده وإصابة ضابطين بجروح خطيرة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن جيش الاحتلال ارتكب خلال الـ24 ساعة الماضية 3 مجازر في القطاع وصل منها إلى المستشفيات نحو 19 شهيدا و91 مصابا، ليرتفع عدد الشهداء إلى 42 ألفا و519 والمصابين إلى 99 ألفا و637 منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
استهداف مستشفيات
واستشهد 5 أشخاص وأصيب آخرون -معظمهم أطفال- إثر غارة إسرائيلية استهدفت منازل عدة في جباليا البلد.
وتم نقل الجثامين والمصابين إلى مستشفى المعمداني، وقالت مصادر طبية في المستشفى إن حالة بعض المصابين خطيرة.
وتحاصر قوات الاحتلال جرحى داخل مركز إيواء مستشفى اليمن السعيد في مخيم جباليا، كما اقتحمت مدرسة فلسطين وتمركزت أمام بوابة مدرسة حفصة بالمخيم.
واستهدف قصف مدفعي إسرائيلي أيضا مدرسة أبو حسين في جباليا متسببا في اندلاع حريق، في حين أطلقت مناشدات لإنقاذ النازحين الموجودين داخلها.
كما عبّر فلسطينيون في مراكز إيواء بالمخيم عن مخاوفهم من تفاقم الوضع الإنساني، وطالبوا بضرورة التدخل الدولي لإنقاذهم من المعاناة التي يعيشونها.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن الجيش تمكن من إجبار مئات الفلسطينيين على مغادرة شمال القطاع "بعد ممارسة ضغوط مستمرة"، وفق ما ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية.
وفي وسط غزة، استشهد (11) شخصا وإصابة آخرين إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم المغازي، في حين يجري البحث عن مفقودين تحت الركام.
وفي خان يونس جنوبا، استشهد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف سيارة في بلدة خزاعة شرقي المدينة.
وتمكّنت فرق الإنقاذ من انتشال جثامين 4 شهداء في منطقة خربة العدس ومخيم الشابورة وسط مدينة رفح جنوبي القطاع، وتم نقلهم إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس.
عمليات المقاومة
وقد تصدت فصائل المقاومة لقوات الاحتلال في محاور عدة، حيث أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مقاتليها في معسكر جباليا استهدفوا 4 دبابات ميركافا وجرافتين من نوع "دي 9" بقذائف الياسين 105 وتاندوم وعبوات "شواظ" وعبوات شديدة الانفجار.
كما أعلنت الحركة تفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة إسرائيلية راجلة، والاشتباك معها بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح في محطة سرداح غرب المخيم.
من جهتها، بثت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي صورا قالت إنها لاستهداف دبابتين إسرائيليتين من نوع ميركافا بقذائف "آر بي جي" في منطقة القصاصيب وسط المخيم.
كما قالت إن مقاتليها دمروا دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا بتفجير عبوة "ثاقب" البرميلية شديدة الانفجار والمزروعة مسبقا في محيط مسجد الزاوية بمنطقة تل الزعتر شرقي المخيم.
وفي شرق حي الزيتون بمدينة غزة أعلنت سرايا القدس أن مقاتليها فجّروا آليتين عسكريتين إسرائيليتين بعبوتي "ثاقب" في محيط مسجد مصعب بن عمير.
كما قالت إنها أسقطت مسيّرة "كواد كابتر" الإسرائيلية، وتمكنت من السيطرة عليها خلال تنفيذها مهام استخبارية في سماء مدينة غزة.
يشار إلى أن توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في جباليا جاء رغم دعوات دولية لوقف الإبادة التي ينفذها في شمال القطاع.
ومنذ 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية جديدة في محافظة شمال القطاع، وأطبق حصاره على جباليا، مانعا الأهالي من النزوح إلى مدينة غزة المجاورة، وأمرهم بالنزوح فقط عبر شارع صلاح الدين الممتد على طول شرقي القطاع من شماله إلى جنوبه.
وتعد هذه العملية البرية الثالثة التي ينفذها جيش الاحتلال في مخيم جباليا منذ بداية العدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
(الجزيرة)