كتاب اسرائيليون يطالبون بصفقة تبادل فورية وانهاء للحرب بعد اغتيال السنوار - ترجمات


ترجمات - خاص - تتوالى التغطيات الصحفية الاسرائيلية التي تطالب حكومة الاحتلال بالعودة الى المسار التفاوضي لغايات تحرير الاسرى بعد عملية استشهاد القائد الحمساوي يحيى السنوار الذي يعتبر  مهندس عملية طوفان الاقصى . 

كتاب في ثلاث صحف عبرية هي  هارتس واسرائيل اليوم ويديعوت طالبت بصفقة عاجلة لتحرير الاسرى وانهاء هذه الحرب مستغلين المخاوف في "حماس" والإحساس بالإنجاز في إسرائيل، من أجل فرض اتفاق سريع.

احد المقالات اكد انه لا ينبغي لإسرائيل أن تنتظر اقتراحات غريبة لحل كهذا. فالعالم يتنكر لها الآن، وقد يحاول أن يفرض عليها حلولاً أقل راحة لها. وقال كاتبها :  لا يوجد وقت أمام قضية المخطوفين. من الواضح منذ الآن أنهم يموتون في الأسر، والوضعية التي تغيرت، أول من امس، بشكل جذري لا بد أنها لا تخدمهم. وعليه فعلى إسرائيل إعادتهم إلى الديار – هدف الحرب المركزي، لمن نسي – قبل أن تنجر مرة أخرى إلى أمور أخرى وإلى جبهات أخرى.

وتاليا الترجمة الكاملة لثلاثة مقالات نشرت  في الصحف العبرية  تضمنت مطالبات واضحة بصفقة فورية لاستعادة الاسرى وانهاء للحرب : 


يـتـعـيـن عـلـى إسـرائـيـل تـحـريـر المختطفين من خلال صفقة عاجلة
بقلم: عاموس هرئيل
عن "هآرتس"

جاءت نهاية السنوار بالصدفة. الشخص الذي كان مسؤولاً، أكثر من أيّ شخص آخر، عن "مذبحة" 7 تشرين الأول والحرب الإقليمية التي نشبت بعدها؛ لم يُقتل في عملية اغتيال مُحكمة قام بها "الشاباك" أو "الموساد"، ولم يُقتل في معركة مع "سييرت ميتكال"، ولا في قصف دقيق من سلاح الجو. لقد قُتل في مواجهة عادية للغاية في رفح مع قوة من سلاح المشاة والمدرعات الإسرائيلي، التي لم يكن لدى أفرادها أيّ فكرة مسبقة عن وجود زعيم "حماس"، المطلوب رقم واحد في المنطقة.

بالإضافة إلى مقتل السنوار، فإن المعلومة المهمة الأُخرى هي عدم إصابة أيٍّ من المخطوفين في الحادثة التي قُتل فيها زعيم "حماس" في القطاع، مع اثنين من "المخربين" كانا برفقته. في السنة الأخيرة، تنقّل السنوار في أحيان كثيرة محاطاً بدرع بشري، كان عبارة عن مجموعة من المخطوفين الإسرائيليين. ثمة اعتقاد في المنظومة الأمنية أن المخطوفين الستة الذين قُتلوا في رفح في نهاية آب، كانوا خلال تلك الفترة برفقة السنوار الذي كان يختبئ في أحد الأنفاق. لهذا السبب، امتنعت إسرائيل من محاولة ضربه أكثر من مرة. لكن يمكن التقدير أنه مثل رفيقه محمد الضيف، الذي قُتل في عملية اغتيال في تموز في منطقة المواصي، جنوب قطاع غزة، كان السنوار أيضاً يتحرك أحياناً من دون مخطوفين حوله، وكان يتجول أكثر من مرة فوق الأرض، ولم يكن في الأنفاق طوال الوقت. وهذا ما جرى عندما أصيب ليل الأربعاء - الخميس. لقد وُجد مرتدياً سترة قتالية، ويحمل سلاحاً.

الآن، السؤال الأساسي هو كيف سيؤثر موت السنوار في استمرار الحرب، وخصوصاً في المفاوضات بشأن صفقة المخطوفين. لقد كان السنوار مع محمد الضيف الرأس المخطط للهجوم الفجائي على مستوطنات "غلاف غزة"، وعلى جمهور مهرجان الموسيقى نوفا، وعلى قواعد الجيش الإسرائيلي. وانتهج خطاً متشدداً طوال الحرب، وطرح مطالب كبيرة في مقابل تحرير مزيد من المخطوفين، بعد انهيار الصفقة الأولى في كانون الأول. لكن الطرف الإسرائيلي وضع العديد من العقبات، وليس سراً أن سياسة التهرب المقصودة لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أحبطت فرص التوصل إلى صفقة خلال أشهر طويلة. والسؤال: هل خليفة السنوار، الذي من المحتمل أن يكون شقيقه الأصغر محمد، سيصل بالتدريج إلى الاستنتاج أنه إذا أراد البقاء على قيد الحياة، عليه إنقاذ ما تبقى من قيادة "حماس" وإبداء مرونة حيال الصفقة، وبسرعة؟

مَن تبقى من قيادة حركة "حماس" في القطاع وخارجه سيظل في المستقبل أيضاً مستهدفاً من طرف إسرائيل. ومن المعروف، أنه عشية هجوم 7 تشرين الأول في العام الماضي، أرسل السنوار نائبه، خليل الحية، إلى قطر من أجل تبليغ رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، بشأن المستجدات. وشارك مسؤولون رفيعو المستوى من الحركة في الاجتماع مع هنية (الذي اغتيل في تموز في طهران).

يبدو أن التحرك الصحيح لإسرائيل هو العودة، الآن، وبكل قوة، إلى المفاوضات بشأن صفقة المخطوفين. إن حظوظ نجاحها ليست واضحة، لكن من الأفضل محاولة استغلال المخاوف في "حماس" والإحساس بالإنجاز في إسرائيل، من أجل فرض اتفاق سريع. لكن هذا سيكون صعباً لأن تسلسُل القيادة والتحكم في داخل "حماس" تضرر، ومن المتوقع أن تزداد الفوضى في الميدان. ومع ذلك، وعلى الرغم من عدم وجود فرص كبيرة، فإنه يجب عدم تضييع الوقت. هناك 101 مخطوف تحتجزهم "حماس" في القطاع، ونصفهم لم يعد على قيد الحياة. ويعيش المخطوفون، في أغلبيتهم، ظروفاً جحيمية. وهناك تخوّف من عدم العثور على مكان عدد من جثث المخطوفين، لأن عناصر "حماس" الذين قاموا بدفنهم ليسوا أحياء. وفي الخلفية، هناك قلق آخر من أن تسعى "حماس" لإيذاء المخطوفين، وأن تخوض حرباً نفسية على حسابهم، انتقاماً لمقتل السنوار. ثمة تخوّف آخر، وهو تنفيذ عملية انتقامية لـ"حماس" تخرج من الضفة الغربية.

لقد سارع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى أن ينسب إلى نفسه فضل قتل السنوار. لكن كالعادة، هو يواصل الامتناع عن أمرين: يمتنع عن الاعتراف بمسؤوليته الأساسية، كزعيم للدولة، عن الفشل الذريع الذي سمح بـ"مذبحة" 7 أكتوبر؛ ولا يذكر أنه هو مَن أطلق سراح السنوار (بتأييد من أغلبية الجمهور الإسرائيلي) عندما قرر الموافقة على صفقة شاليت في سنة 2011.
لكن بالإضافة إلى الحسابات السياسية، من المهم أيضاً الحساب التاريخي. لقد كتبت في يوم "المذبحة" أن السنوار والضيف حصلا على صورة انتصارهما، لكنهما أيضاً جرّا الشعب الفلسطيني إلى كارثة، وسيحصلان على الشهادة التي يتمنيانها. إن الأشخاص الذين كانوا مسؤولين عن خطة الهجوم ومطّلعين على سرّ موعدها قُتلوا، في معظمهم. والوحيد الذي بقي على قيد الحياة هو الشقيق الأصغر للسنوار. كما جرى قتل أغلبية قيادة "حزب الله". وهذا له أهمية كبيرة في منطقة تعطي أهمية لمظاهر القوة ورأت ضعف إسرائيل بعد "المجزرة"، لكننا لا نزال بحاجة إلى عملية سياسية من أجل ترجمة هذه الإنجازات العسكرية إلى واقع استراتيجي أفضل، حتى بعد تفكيك قدرات "حماس" العسكرية وتضرُّر أغلبية قيادتها.


لا تغرقوا في الخيال: حان الوقت لإنهاء الحرب وإعادة المختطفين
بقلم: يوآف ليمور
عن "إسرائيل اليوم"

لحظات قليلة جداً في هذه السنة اللعينة تسببت بفرح كلحظة أول من أمس، التي علم فيها أن يحيى السنوار صفّي في غزة. "العقل الشيطاني" المسؤول عن "مذبحة" 7 تشرين الأول، وعن قتل 1200 إسرائيلي في السبت الأسود، وعن اختطاف أكثر من 250 مواطناً وجندياً، والعدو الأكبر الذي يوجد عالياً في قمة الكارهين والمكروهين لإسرائيل واليهود على أجيالهم، لقي مصيره المناسب في بداية عيد العرش.

وبعد الفرح المفهوم هذا جاء القلق المفهوم بقدر لا يقل على مصير المخطوفين. من يدري ما الذي يحصل لهم الآن، حين علم محتجزوهم أن قائدهم المحبوب صُفّي. فهل صدر الأمر لهم بالمسّ بالمخطوفين؟ هل يوجد على الإطلاق من يصدر الأوامر في هذه اللحظة في غزة؟ هل يوجد لإسرائيل ما يكفي من المعلومات عن وضع أو مصير المخطوفين وعمّن يحتجزهم؟ هل يمكنها أن تغري بطريقة ما من يحتجز المخطوفين للحفاظ عليهم أو لتسليمهم مقابل الوعد بالحصانة، بمنحة مالية، أو بكلتيهما؟

الكثير جداً من الأسئلة التي تبقت حالياً بلا جواب. غير أنه بخلاف مسائل أخرى، كمستقبل "حماس" وقيادتها ومستقبل القطاع وسكانه، لا يوجد وقت أمام قضية المخطوفين. من الواضح منذ الآن أنهم يموتون في الأسر، والوضعية التي تغيرت، أول من امس، بشكل جذري لا بد أنها لا تخدمهم. وعليه فعلى إسرائيل إعادتهم إلى الديار – هدف الحرب المركزي، لمن نسي – قبل أن تنجر مرة أخرى إلى أمور أخرى وإلى جبهات أخرى.

هذه مهمة مركبة بأضعاف، الآن، لأنه ليس واضحاً على الإطلاق مع من نتحدث في "حماس". كان السنوار القائد كلي القدرة في القطاع، لكنه كان أيضاً رئيس الذراع السياسية للمنظمة. بغيابه لا يوجد عنوان في غزة، ولا يوجد عنوان في قطر. على إسرائيل أن تبحث عن عنوان بديل – في غزة، في قطر أو في كل مكان آخر – وأن تكون إبداعية وسخية في العروض التي تتقدم بها، بهدف الوصول إلى حل سريع للمشكلة الكبرى والأكثر إيلاماً.

إن تصفية السنوار تستوجب من إسرائيل أيضاً أن تقول بجدية لنفسها وللعالم، ما الذي تعتزم عمله في غزة في المستقبل. حتى أول من أمس، كان يمكنها أن تدعي باسم الملاحقة للسنوار أن الحرب لم تنته، وذلك لأن من بادر إليها لا يزال حياً. أما الآن فقد تغير الوضع: صحيح أنه سيبقى "مخربون" في غزة، بعضهم كبار – وعلى رأسهم أخو السنوار، محمد، الذي قد يخلفه – لكن سيكون ممكناً الدفع قدماً بحل أوسع يثبت بديلاً سلطوياً واضحا، بغياب الرجل الذي أمسك بالقطاع من عنقه وجلب الكارثة عليه.

لا ينبغي لإسرائيل أن تنتظر اقتراحات غريبة لحل كهذا. فالعالم يتنكر لها الآن، وقد يحاول أن يفرض عليها حلولاً أقل راحة لها. وهي لا ينبغي بالتأكيد أن تستجيب لجناحها المتطرف في الحكومة، الذي يعتقد أن هذه لحظة مناسبة لتوطين اليهود في غزة. هذه وصفة لكارثة من كل ناحية، ستجعل إسرائيل دولة منبوذة ومنعزلة. بدلاً من الغرق في الأخيلة، على الحكومة أن تعمل بمبادرتها على حل يؤدي إلى إعادة المخطوفين، إنهاء الحرب، وإقامة حكم بديل في غزة، في ظل حفظ حرية عمل أمنية كاملة في أيدي إسرائيل.

خطوة كهذه ستسمح أيضاً بإنهاء الحرب في الشمال. إلى أن وصلت الأنباء عن تصفية السنوار، كانت إسرائيل توشك على أن تخرج من العيد بأجواء عاجزة، في أعقاب موت خمسة مقاتلين في سييرت غولاني في اشتباك مع "مخربي" "حزب الله" في جنوب لبنان. كان هذا دليلاً آخر على قتال يجري في الميدان، وعلى أن المعركة في لبنان بعيدة عن الحسم. في لبنان، مثلما في غزة أيضاً، خيراً تفعل إسرائيل إذا ما اكتفت بالأهداف التي وضعتها لنفسها ولا تغريها أفكار أكبر من قدرتها على تحقيقها.
وكل هذا يحصل بينما في الخلفية الهجوم الإسرائيلي المقترب في إيران، رداً على هجمة الصواريخ الإيرانية على إسرائيل في 1 تشرين الأول. في الأيام الأخيرة، استكمل نشر منظومة ثاد الأميركية في الدفاع ضد الصواريخ، وتنسيقها مع منظومة الدفاع لسلاح الجو، ما سيسمح لتصدٍ أفضل للرد الإيراني المضاد المرتقب. إن تبادل الضربات المرتقب سيسمح للطرفين بالانزلاق إلى معركة واسعة، تحاول جهات دولية مختلفة منعها.

حتى ذلك الحين تعيش إسرائيل وضعاً أمنياً وسياسياً معقداً في كل الجبهات، وتحت تهديد متواصل من إطلاق الصواريخ والمُسيّرات لكل مناطق البلاد. كما أنه من المعقول أن يكون هناك كثيرون من مؤيدي "حماس" في الضفة ممن سيحاولون الثأر على تصفية السنوار، والأيام القريبة القادمة ستكون متوترة ومليئة بالأعمال الأمنية.

إسرائيل على مفترق سياسي بعد تصفية السنوار
بقلم: رونين بيرغمان
عن "يديعوت"

يضع قتل يحيى السنوار أمام حكومة إسرائيل إمكانية لتتخذ قرارين تاريخيين حاسمين: الأول عقد صفقة مخطوفين تنقذ في اللحظة الأخيرة قبل أن يصبحوا رون أراد، ممن لا يزالون على قيد الحياة في غزة، وجثامين الآخرين ممن لن يصار إلى البحث عنهم إلى الأبد. الثاني هو السعي إلى إنهاء الحرب في غزة، إذ بعد أن أعلن الجيش منذ زمن بعيد النصر، ما الذي يمكن أن يحصل في ميدان المعركة ليشكل هذا النصر؟

ستثبت الأيام القادمة هل وجهة حكومة إسرائيل هي استغلال اللحظة التاريخية التي وقعت في ايديها كي تبادر إلى خطوة شاملة، لعقد صفقة وإنهاء الحرب متعددة الساحات باتفاق يلبي احتياجات الأمن لإسرائيل ويتضمن أيضا تنازلات، وأساسا فيما يتعلق بمطالب أعضاء الائتلاف المتطرفين أم ستسير في طريقهم وتستغل اللحظة كي تواصل المناوشة على طول وعرض الشرق الأوسط، إلى مزيد من القتلى، الأسرى، وترك المخطوفين لمصيرهم، ربما إلى الأبد.

في 25 آب، صدح كالبرق نبأ أولي من عمق مراكز النار ومقرات القيادة في الجنوب وفي "الشاباك": يحتمل أن يكون يحيى السنوار لاقى حتفه في قصف شديد وجه إلى المكان الذي اعتقد أنه يحتمل أن يكون يختبئ فيه مع مسؤولين كبار في لواء "حماس" في منطقة تل السلطان.

بعد وقت قصير من ذلك تجاوز الجيش النبأ بخيبة أمل. هذا لم يكن هو. ربما مسؤول آخر لكنه ليس كبيرا جدا. خط واضح لا بد سيكون الحديث عنه لاحقا يربط بين هذا الحدث والعثور على المخطوف البدوي بعد يومين من ذلك قرب المكان، والبحث عن السنوار في المنطقة، وإعدام ستة مخطوفين على مسافة بضع مئات الأمتار عن هناك والعثور المفزع على جثثهم.

يمر الخط ذاته أيضا في طريق العثور على غرض كان واضحا أنه يرتبط بالسنوار في ذاك النفق، عبر إضاعة كل إشارة حياة من السنوار ابتداء من 25 آب، عبر إضاعة كل مؤشر إلى أن كان هناك من كانوا مقتنعين بأنه بات في الطريق ليلتقي نصر الله، عبر تلقي إشارة حياة منه – رسالة إلى الدوحة بأنه يوافق على موافقة "حماس" على منحى قطر في 3 تموز وحتى موته بالصدفة، يوم الأربعاء، واكتشاف جثته في الغداة بالصدفة أيضا.

للمطلعين على التاريخ العسكري، ذكّرت لحظة الصدفة هذه على الفور بلحظة أخرى غير ذات صلة بها. ففي بداية كانون الثاني 1948، بعد نحو شهر من بداية "حرب الاستقلال" وقبل الإعلان عن الدولة، أمرت القيادة القطرية لـ"الهاغناه" بتنفيذ أمر "زرزير" بسجل أسماء 22 زعيما فلسطينيا بهدف المس الفوري بهم. تلقى قائد وحدة المستعربين أمرا بأن "يصفي دون إذن آخر الشخصيات التالية".

"كان المقصود المس عند الحاجة بأهداف محددة داخل بلدات عربية شكلت مراكز نشاط ضدنا وكذا شخصيات وقادة عرب معادين والامتناع قدر الإمكان عن العقاب الجماعي"، كما شرح ايسر هرئيل، قائد الاستخبارات في "الهاغناه" ولاحقا رئيس "الموساد".

الاسم الأول، المسلم به في القائمة، كان اسم المفتي أمين الحسيني. والثاني في القائمة كان ابن عمه، عبد القادر الحسيني، الذي كان يعتبر الزعيم العسكري للطرف العربي. والثالث: قائد القوات الجنوبية، حسن سلامة، ابن عائلة كادحة من قرية قولة على السهل الساحلي. جهود جبارة، بتعابير ذلك الوقت، بذلت لأجل قتل القائدين العسكريين. تنصتات، كمائن، أُسقطت أشجار على الطريق لأجل المس بالمركبات التي كانا يستقلانها، الارتباط بخطوط الهاتف من داخل مبانٍ زراعية، وقوات "الهاغناه" التي خرجت في أعقاب معلومات استخبارية إلى مبنى الجيش البريطاني قرب الرملة. فجر المبنى على المتواجدين فيه، لكن المطلوبين لم يكونا هناك.

فقد أفلتا المرة تلو الأخرى، تلو الأخرى، نتيجة انعدام المهنية العملياتية. انعدام التجربة لدى قوات الاستخبارات والعمليات اليهودية، وكذا نتيجة الحظ والحرص من الطرف الآخر. لكن عندها، وبالصدفة تماما، في معركة قرب القسطل أصيب عبد القادر الحسيني بالنار دون أن يعرفوا من أطلق النار عليه من أصابوا.

لقاءات التقويم التي أجريت، أول من أمس، بعد أن علم بتصفية السنوار أنتجت استنتاجات غامضة. في المدى الزمني الفوري لا يبدو ثمة مستقبل لامع لموضوع المخطوفين. إلى جانب الفرح الواضح لتصفية السنوار، والذي يتشارك فيه الجمهور، فهموا أيضا أن "حماس" أدخلت إلى حيز التنفيذ خطتها في حالة مقتل السنوار – وأخوه، الذي يبدو أنه يوجد في خان يونس، أمسك على الفور بدفة القيادة. يعتبر أخوه منفلتا و"متطرفاً" اكثر منه، لكن الأهم من ذلك: زعيم جديد في "حماس"، لن يتمكن من الموافقة، وبالتأكيد ليس في المرحلة الأولى، على اقل مما وافق عليه السنوار.

موضوع آخر يقلق جدا قادة جهاز الأمن وأسرة الاستخبارات هو أن موت القائد الكاريزماتي الذي بكلمته تتقرر الأمور من شأنه أن يتسبب في نهاية الأمر بتفكك ما للسيطرة في المنظمة أو أن تقرر خلايا الحراسة على المخطوفين أن تفعل ما تشاء، وربما أن تثأر من المخطوفين.

موضوع آخر هو فقدان السيطرة على مصيرهم في المستقبل القريب جدا. ينبغي أن نتذكر أن ليس كل المخطوفين يوجدون تحت سيطرة "حماس"، وبعضهم لدى "الجهاد" أو لدى جهات أخرى. وعدم التوقيع الفوري على اتفاق، وعدم دخول جهة حاكمة ذات مغزى إلى غزة، حتى وان كان هذا شيئا ما بشراكة "حماس"، قد يؤدي إلى خلق عشرات من أمثال "رون أراد"، مساعد الطيار الذي اختفى هو الآخر في إطار صراعات السيطرة بين الأطراف في لبنان.

لا توجد مؤشرات إلى وجود مخطوفين إلى جانب السنوار أو فتحة تحت أرضية خرج منها، ويبدو أنه اخطأ إذ صعد لتنفس الهواء النقي واعتقد أنه لا توجد قوات معادية في المنطقة.

السطر الأخير في المدى الزمني الفوري هو أن هذه "فرصة محظور تفويتها بأي حال" على حد تعبير مصدر امني كبير جدا. "البديل هو أن نفقد السيطرة على الحدث حيال خلايا فردية أو حيال شخص متطرف يفرض إمرته. على كل العقول في دولة إسرائيل أن تفكر الآن كيف نرفع الهواتف كي نحرك صفقة كي تقبل "حماس" أيضا أن ترفع الهاتف وتجلس وتتحدث".
وأضاف أيضا وقال: "لأسفي أخشى أن تفعل حكومة إسرائيل العكس تماما وان إعلان نتنياهو يعطيهم إحساسا بأن إسرائيل لا تقصد صفقة على الإطلاق وان هذا هو الوقت لتشديد المواقف، وان نتنياهو سيعقد مداولات تتظاهر بالبحث في الموضوع، لكنه يقول مثلما في الماضي عندما أراد التسويف، لا تعودوا إلى الاقتراحات السابقة، فلا داعي الآن لتقويتهم، ويجب تنزيل الثمن لأننا نحن الآن متفوقون".

وقال: "انتبه، كل رجال 7 تشرين الأول يتصورون الآن ويعقدون مؤتمرات صحافية لأن هذا حدث يغلق دائرة لنا جميعا لكن لهم أساسا. الرغبة في هزيمة "حماس"، وفي امتطاء الموجة، وفي فرض نظام جديد، هي أيضا ما يعطلنا. نريد أن نضربهم وهذا ما لا يرتبط بالضبط بالصفقات".