يحيى السنوار بعيون رفاق السجن
تحدثت قيادات فلسطينية، رافقت رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد يحيى السنوار في السجن، عن ملامح من شخصيته تبرز الجانب الإنساني في ما يتعلق بعلاقته مع زملائه، بينما تظهر الصلابة في مواقفه مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال عنه عبد الفتاح دولة، وهو أسير محرر والناطق باسم حركة فتح وعاش مع السنوار 7 سنوات في السجن، إنه كان يحب أن يطبخ في غرفته مع الأسرى ويعد الطعام لزملائه إلى جانب حبه للمزاح معهم.
كما كان جاهزا أن يعطي من وقته ما أمكن لتعليم أي أسير علوم النحو (وقد درس السنوار اللغة العربية وتخرج من الجامعة الإسلامية بغزة).
وحكى عنه دولة أنه فرض على حكومة الاحتلال وجهاز الشاباك أن يتفاوضا معه داخل السجن في ما يتعلق بمفاوضات ما قبل صفقة جلعاد شاليط.
وعندما تحرر من الأسر في صفقة "وفاء الأحرار"، ظل على عهد الوفاء لكوكبة الأسرى داخل السجون الإسرائيلية وعمل على تحريرهم.
كان السنوار في سجنه رافضا لإجراء أي حوارات إعلامية أو صحفية مع مؤسسات إسرائيلية رغم أن كثيرا من زملائه قد قبل إجراءها، وعندما أصرت القناة الإسرائيلية الثانية أن تجري معه حوارا، راجعه زملاؤه فقبل بشرط أن يسمعهم قناعاته الحقيقية، وليس ما يود الاحتلال سماعه من قبول المهادنة في يوم من الأيام.
مؤمن بالشراكة
زميل آخر كان شاهدا على حياة السنوار في السجن وهو عصمت منصور الأسير المحرر، فقد قال إن السنوار كان له حضور بارز في فترة السجن، وكان له دور قيادي على مستوى حركة حماس وعلى مستوى حركة الأسرى، الذين كان يدافع عنهم بشكل قوي.
كان يؤمن بالشراكة ويتجنب الحسابات الشخصية بين أبناء الوطن الواحد والفصائل المختلفة، وعندما تبرز خلافات لم تكن لديه مشكلة أن يكون الحل على حساب حماس مثلا، حسب ما يقول منصور.
وأكد أنه كان صلبا في مواقفه، عقائديا مؤمنا متدينا حافظا للقرآن ولكثير من الأحاديث النبوية.
وقد اعتقلت إسرائيل السنوار عدة مرات وحكمت عليه بـ4 مؤبدات قبل أن يفرج عنه بصفقة تبادل أسرى عام 2011، مع أكثر من ألف أسير حرروا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ضمن ما سُميت صفقة "وفاء الأحرار".
المصدر : الجزيرة