"ولك أنا السنوار.. وما بخاف".. آخر كلمات الشهيد الطفل "عبدالله هواش" من نابلس


"ولك أنا السنوار، وما بخاف"، كانت هذه آخر الكلمات التي قالها الشهيد الطفل عبدالله هواش (11 عاما)، وهو يحمل حجرا ويلحق بآليات الاحتلال الإسرائيلي خلال انسحابها عصر أمس، من مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، قبل أن يطلق عليه قناص إسرائيلي رصاصة اخترقت صدره وخرجت من ظهره، ويفارق إثرها الحياة على الفور.

يقول والده جمال هواش لـ"قدس برس": إن "طفله -وهو طالب في الصف الخامس- كان يلعب مع شقيقه وجيرانهم من الأطفال أمام بيتهم، حيث لاحظوا من بعيد عددا من آليات الاحتلال وهي تقترب منهم، فركضوا للاختباء في محل بقالة قريبة، وما إن مرت تلك الآليات حتى خرج عبد الله ولحقها، فصرخ عليه أخيه حتى يتوقف، فرد عليه (ولك أنا السنوار وما بخاف)".

يصف الأب المكلوم المشهد، قائلا: "سمعنا صوت رصاصة واحدة، وإذ بابني ملقى على الأرض، والدماء تغطي جسده الغض، فالرصاصة اخترقت قلبه وخرجت من الخلف (...) ومذ رأيته أدركت أنه استشهد، ولكن في المستشفى كان الخبر اليقين.. رحمه الله".

ويشير أحد اقارب الشهيد إلى أن "عبد الله كان جريئا لا يهاب جيش الاحتلال، ورغم صغر سنه إلا أنه كان يتابع الأخبار السياسية ويدرك ما يجري في غزة والضفة، وقد تأثرا كثيرا بمشهد استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار".

وتابع في حديثه لـ"قدس برس"، "أدرك أنه قاتل حتى النفس الأخير ورمى العصا التي كانت بيده، ما يدلل على شجاعته، ما جعل الشهيد الطفل يعتبره قدوة وقال لمن حوله عندما لحق بجيش الاحتلال (أنا السنوار وما بخاف)، وبالفعل رمى عليهم الحجر الذي كان يحمله بيده الصغيرة، قبل أن يقتله جندي حاقد".

وباستشهاد الطفل هواش، ترتفع حصيلة الشهداء في الضفة الغربية إلى 760 شهيدا، بينهم 18 من الإناث، و166 طفلا.

ونعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الجمعة (18 تشرين أول/أكتوبر 2024)، رئيس مكتبها السياسي الشهيد يحيى السنوار "الذي ارتقى بطلاً شهيداً، مقبلاً غير مُدبر، مشتبكاً ومواجهاً لجيش الاحتلال في مقدّمة الصفوف، مدافعاً عن أرض فلسطين ومقدساتها، ومُلهماً في إذكاء روح الصُّمود والصَّبر والرّباط والمقاومة".
 
وارتقى السنوار في منطقة "تل السلطان" في رفح جنوب غزة، يوم الأربعاء، بعد مواجهات مسلحة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، استخدمت فيها الطائرات بدون طيار وسلاح المدفعية.