خدمة العلم


 خدمة العلم العسكرية ، أو الخدمة العسكرية الإلزامية ، هي نظام يتطلب من المواطنين الذكور، الإنضمام إلى القوات المسلحة لفترة محددة من الزمن، يختلف تطبيق هذه الخدمة من بلد إلى آخر، وهي تهدف بشكل أساسي إلى إعداد المواطنين للدفاع عن الوطن والمساهمة في الحفاظ على الأمن القومي .

تُعّرف خدمة العلم في المملكة الأردنية الهاشمية بخدمة العلم العسكرية الإلزامية ،وتهدف إلى تعزيز قدرات القوات المسلحة الأردنية وتدريب الشباب على الإنضباط والخدمة الوطنية ، و يعود تاريخ خدمة العلم العسكرية في الأردن إلى عام 1976، وكانت تهدف إلى تدريب الشباب الأردنيين على المهارات العسكرية وتأهيلهم للدفاع عن الوطن في حالة الطوارئ و استمرت حتى عام 1992 حيث تم تعليقها و كانت حكراً على الذكور دون الإناث ، وبعد ذلك تم التركيز على تكوين جيش محترف، مع وجود برنامج احتياطي طوعي للشباب الراغبين في الإنضمام ، وفي سبتمبر عام 2020 أعيدت خدمة العلم بشكل جديد تحت مسمى "خدمة العلم الجديدة"، والتي تهدف إلى تقديم برامج تدريبية للشباب تجمع بين التدريب العسكري والتدريب المهني ، بغرض تعزيز فرص الشباب في سوق العمل ودعم الاقتصاد الوطني ، ففي حين ان الخدمة العسكرية إلزامية للذكور والإناث في الكيان الاسرائيلي ، و في حين انهاكانت في كوريا الجنوبية واليونان إلزامية للذكو فقط ، وفي بعض الدولمثل ألمانيا ألغت الخدمة العسكرية الإلزامية وتحولت إلى جيش محترف.

و لعل خدمة العلم تسهم في تعزيز مبدأ التعبئة العامة والقدرة على مواجهة التحدياتفي أوقات الأزمات أو الحروب ، إذ تكون التعبئة العامة ضرورية لتعزيز قدرة الدولة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية ،كيف لا ونحن نقف على أطول خط مواجهة ( اكثرمن 300 كم ) مع الصهاينة الذين مافتئوايهددون بأن دور الأردن قادم في المواجهة العسكرية ، وهذا يوجب التنسيق بين الجهات المختلفة ويحفز على إستجابة شاملة وفعّالة تساهم في تنسيق الجهود بين الحكومة ، الجيش ، والمنظمات غير الحكومية ، ويرفع الروح المعنوية لدى الأفراد والمجتمع المدني ، مما يساعد في مواجهة الصعوبات والتحديات ، و التغلب عليها ويمكن من القدرة على الدفاع عن الأردن الواجهة الغربية لدول المشرق العربي .

خدمة العلم تأخذ ابعاد مختلفة ، فمن البعد العسكري الذي يعطي التركيز الأكبر على التدريب العسكري في البرنامج ويركز على الإنضباط والقيم العسكرية الأساسية مثل الطاعة ، و القيادة ، و الإنضباط ، اما البعد الإقتصادي ، الحكومة الأردنية صممت برنامج الخدمة الجديدة لتكون وسيلة لمواجهة مشكلة البطالة بين الشباب من خلال تقديم تدريبات مهنية تساهم في تحسين فرصهم في سوق العمل ، والبعد الإجتماعي ، تهدف خدمة العلم إلى تعزيز الإندماج الإجتماعي بين فئات الشباب المختلفة ، وتحقيق قيم العمل الجماعي والإنتماء الوطني ، مع توفير بيئة تساعد على تطوير القدرات الشخصية والقيادية ، أما البعد الوطني ، يساهم البرنامج في تعزيز الحِس الوطني والإنتماء للأُردن ، حيث يُعتبر مشاركة الشباب في خدمة الوطن من أهم الوسائل التي تربطهم بوطنهم وتعمق شعورهم بالمسؤولية تجاهه.

وهناك عدة عوامل تحدد تكلفة الفرد الواحد في خدمة العلم ، اولهاتكلفة التدريب البدني والتقني ، و الإقامة في المعسكرات العسكرية ، و الزي الرسمي ، و الطعام ، و العَتاد العسكري ، و بالإضافة إلى ذلك ، هناك تكاليف مثل رواتب المدربين والمسؤولين العسكريين المشاركين في تدريب الأفراد ، وثانيها ، التدريب المهني ، تكلفة برامج التأهيل المهني في مختلف القطاعات التي تهدف إلى إعداد الشباب لسوق العمل ، و هذه البرامج تشمل المَعدات التدريبية ، و تكاليف المدربين ، ومواد التدريب المستخدمة ، و ثالثها الرواتب والمكافآت التي يحصل عليها المشاركون في برنامج "خدمة العلم" وهي رواتب شهرية ، مما يزيد من التكلفة الإجمالية ، و رابعها البنية التحتية ، تحتاج الحكومة إلى توفير بنية تحتية مناسبة ، مثل مراكز التدريب والمرافق الصحية والإدارية ، لإدارة البرامج العسكرية والمهنية بشكل فعّال ، وخامسها التكاليف اللوجستِية ،مثل نقل الأفراد إلى مواقع التدريب ، و الرعاية الصحية ، و التأمين ، و التي تكون جزءاً من التكلفة العامة للبرنامج ، و وفقاً لهذة المعطيات و لبعض التقديرات السابقة و التصريحات الرسمية الأردنية ، قد تبلغ تكلفة الفرد الواحد في برنامج "خدمة العلم" نحو 5000إلى 7000 دينار أردني سنويًا ، هذه التكلفة تشمل كافة الجوانب من التدريب العسكري ، و التأهيل المهني ، و البنية التحتية ، و الرواتب .

إن خدمة العلم ضرورة وطنية تقتضيها الظروف الجيوسياسية و الجيوعسكرية ، فإن المواجهة مع كيان مثل الكيان الصهيوني أمر لامفر منه ، وهذا ليس مبنياً على رغبة الأردن بالتعدي على أي دولة أو كيان في المنطقة ، ولكن طبيعة العدو العدوانية تحتَمِ علينا ، الأعداد و التعبئة العامة و إعادة بناء جبهتنا الداخلية ورص الصفوف الداخلية وتهيئة كل القوى البشرية للإستعداد والتصدي لأي غائلة أو مباغتة من قوى الشر والطغيان التي لا تحترم معاهدة سلام ولا قوانين دولية إنسانية ولا حتى تعاليم تلمودية ، لأن هذا العدو ليس يهدوياً ولا تلمودياً ولا توراتياً ، ولكنه عدو من عبدة الشيطان الذين يعبدون امريكا وقوى الشر في الغرب المتوحشة ، هذا ليس بكلامي لكنه كلام المنطق والتاريخ والشواهد على العصر .

حمى الله الأردن ملكاً وشعباً وقيادةً وسدد رمي جَيشه ، وقوات خدمة العلم ليكون رميهم في مقتل من أعدائهم .