البرازيل.. تظاهرات واسعة رفضاً لعدوان الاحتلال المتواصل على غزة ولبنان


شهدت مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، مساء الأربعاء، إلى جانب عدة مدن برازيلية أخرى، استمرار التظاهرات الحاشدة دعماً لغزة ولبنان، وإدانة عدوان الاحتلال المتواصل عليهما.

وانطلقت التظاهرات في قلب المدينة الاقتصادية، حيث تجمع المتظاهرون حاملين أعلام فلسطين ولبنان، ورافعين شعارات تؤكد دعمهم للقضية الفلسطينية، ورددوا هتافات تطالب بالحرية لفلسطين، معبرين عن تضامنهم مع الشعبين الفلسطيني واللبناني في ظل ما اعتبروه "إبادة جماعية".

وقال محمد القادري، أحد مؤسسي "جبهة الدفاع عن الشعب الفلسطيني في البرازيل" (مستقلة)، إن "المظاهرات والتحركات الشعبية المتضامنة مع فلسطين قد فتحت نافذة جديدة للشعب البرازيلي لفهم القضية الفلسطينية".

وأشار إلى أن "مشاركة الأحزاب والمؤسسات والحركات الشعبية البرازيلية، إلى جانب الجالية العربية والإسلامية، ساهمت في تعزيز تأثير هذه التحركات على المجتمع البرازيلي".

وأوضح القادري في حديث لـ"قدس برس" أن "هذه التحركات الشعبية هي التي أدت إلى تصريح الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، بأن ما يحدث في غزة ليس حرباً، بل إبادة جماعية". مضيفاً: "لقد تابعنا كيف غيّر هذا الوصف كثيراً في تفسير الأحداث وساهم في إظهار حقيقتها للشعب البرازيلي وللعالم".

وأكد القادري، وهو أبرز المتحدثين في المسيرة التضامنية، أن "كل الفعاليات التضامنية والتحركات الشعبية تواصل ضغطها على الحكومة البرازيلية لاتخاذ خطوات أكبر، وصولاً إلى قطع العلاقات بشكل كامل ونهائي مع دولة الاحتلال الصهيوني". وفق تعبيره.

وشدد على أن "ما حدث في 7 أكتوبر أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة في البرازيل كما في كل العالم، ولست أبالغ إذا قلت إن الشعب البرازيلي بدأ يدرك جوهر القضية الفلسطينية بشكل أعمق منذ هذا التاريخ".

في السياق ذاته، عقد نشطاء برازيليون ومتضامنون، بمشاركة الفنانين البرازيليين ميكياس باز، وديو أكوردي، لقاءً جماهيرياً في مسرح "بانكارياس" وسط العاصمة الفيدرالية، مساء الأربعاء، بهدف "إعادة التأكيد على رفض العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان".

ووفقاً للكاتب ونائب رئيس المعهد البرازيلي الفلسطيني (ابرسبال)، ماركوس سيد تينوريو، فإن "الحدث يسعى إلى جمع الأحزاب والمنظمات والحركات والنشطاء وممثلي السلك الدبلوماسي دعماً لفلسطين". مضيفاً: "والآن هي أيضاً دليل على أن الإنسانية تعارض الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل ضد لبنان".

بدوره، أوضح منسق لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني (مستقلة)، بيدرو باتيستا، أن "مشاركة الفنان ميكياس باز وما قدمه من (عرض ميمائي) جسّد الألم والإبادة التي تحدث في قطاع غزة".

ورأى باتيستا، في تصريحات لموقع "البرازيل بالحقيقة"، ترجمتها "قدس برس"، أن "المشروع الصهيوني لـ(إسرائيل الكبرى)، الذي يتضمن احتلال لبنان والأردن وسوريا، يهدف بشكل خاص إلى خلق الظروف لإبادة الشعب الفلسطيني، مما يسمح بالهيمنة الأمريكية على المنطقة". مستطرداً: "هناك تعمل الولايات المتحدة وإسرائيل وألمانيا كقوة واحدة".

وأكد أن "(إسرائيل)، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، تقوم بإعدام قيادات مدنية من حماس وحزب الله، وتتبنى شعار (يجب قتل الطفل وهو لا يزال في الرحم حتى لا يصبح إرهابياً في المستقبل)". مضيفاً: "بناءً على ذلك، فإن التضامن العالمي ومواجهة هذه الجرائم التي تفرضها الولايات المتحدة وتنفذها إسرائيل بات أمراً ضروريا".

وحذر باتيستا من أنه "أمام هذا الوضع، فإن من الضروري وجود حركة عالمية للتنديد وإيقاف هذه الإبادة الجماعية التي ينفذها (النازيون الجدد - الصهاينة)، من خلال قتلهم للشعب الفلسطيني ومهاجمتهم للمنطقة".

يُذكر أن الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، قد حذر نهاية أيلول/سبتمبر، من "خطورة الامتداد الجاري للحرب في قطاع غزة إلى لبنان"، داعيا إلى "وقف إطلاق النار".