الأميركية السودانية مزاهر صالح تكشف كواليس رحلتها إلى منصب نائب عمدة ولاية أيوا
كشفت مزاهر صالح نائب عمدة ولاية أيوا الأميركية سودانية الأصل تفاصيل انتقالها من السودان إلى الولايات المتحدة بعد فوزها بقرعة "اللوتري" أو قرعة "البطاقة الخضراء" التي منحتها الإقامة والجنسية الأميركية بشكل شرعي بهدف العيش ومساعدة والدتها في السودان على تكاليف الحياة بعدما فشلت في الحصول على عمل مناسب في السودان عقب تخرجها من كلية الهندسة وتحول حلمها للسفر إلى الولايات المتحدة.
وكانت مزاهر صالح قدمت إلى الولايات المتحدة من السودان قبل 20 عاما، ومعها شهادة في الهندسة المدنية في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، واستقرت في البداية في ولاية فرجينيا، وأصبحت مواطنة وتزوجت، وبدأت في تأسيس عائلة. ثم انتقلت إلى مدينة أيوا في عام 2011 للحصول على درجة علمية في تكنولوجيا التشخيص الصوتي الكهربائي.
وتعد مزاهر صالح أول سودانية مسلمة تشغل منصبا منتخبا في الولايات المتحدة، بعد فوزها مؤخرا بمقعد في مجلس مدينة أيوا بالولاية التي تحمل الاسم نفسه، وحصولها على نسبة 77 في المئة من الأصوات.
أصولها من جزيرة مقاصر شمالي السودان لكنها نشأت وترعرعت في الجنيد بوسط البلاد في كنف أسرة كانت تعيش "تحت خط الفقر". بعد وفاة والدها وهي في "ثالثة ابتدائي".
لم تبد مزاهر تأففا أو تنصلا من المسؤولية التي دخلت عالمها منذ الصغر. فوالدتها ذاقت الأمرين لكي توفر لها ولأخوتها "ما يقيم الأود"، وتضمن حصولهم على التعليم اللازم، باعتباره أساسا للنجاح في الحياة.
حاولت مزاهر بقدر الإمكان التأقلم مع المجتمع الجديد، فتدرجت في الأشغال إلى أن أصبحت سيدة أعمال في ولايتها الأولى فيرجينيا، وانخرطت في مجالات أكاديمية مختلفة ونشطت في الجانب الاجتماعي.
قررت مزاهر بعد سنوات طوال قضتها في فيرجينيا الانتقال إلى ولاية أيوا حيث واصلت نشاطها الاجتماعي والطوعي فكونت مع آخرين "مركز العدالة للعمال".
وعملوا أيضا على تحسين علاقة أبناء الأقليات بالشرطة ومساعدتهم في الحصول على حقوقهم.
عملت مزاهر بجد دونما كلل أو ملل، بدعم من جميع الفئات السكانية بالمدينة، أميركيين وأقليات، ولكن الدعم الحقيقي نسبته لزوجها "المثالي" أسعد الذي قالت إنها "لولاه لما حققت إنجازها هذا".