ديمقراطي أم جمهوري
ترسخ عبر عقود ماضية لدى الناخب الأمريكي بأن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لن يخرج عن المرشحين في الحزبين الرئيسييْن: الجمهوري والديمقراطي الأكثر شعبية وانتشاراً، علماً أنه توجد أحزاب عديدة تُعدّ ثانوية في الولايات المتحدة الأمريكية غير هذيْن الحزبين منهم على سبيل المثال الحزب الليبرالي وحزب الخضر والحزب الدستوري وغيرهم.
في الثلاثاء الأولى من شهر تشرين الثاني القادم والذي يطلق عليه بالعادة تسمية "الثلاثاء الكبير" سوف تتجه أنظار العالم إلى صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة الأمريكية والتي سوف يتوجه من خلالها المواطن الأمريكي لاختيار رئيسه الـ (47) السابع والأربعين في الانتخابات الستين لاختيار الرئيس، والذي من خلال نتائج الاقتراع سوف يصل الفائز إلى المكتب البيضوي في البيت الأبيض لمدة أربع سنوات لإدارة ورئاسة الولايات المتحدة الامريكية، في عملية انتخاب معقدة من خلال عدة مراحل لا يعرفها الكثيرون ضمن نظام انتخابي يُعدّ فريداً من نوعه، بل ومن أعقد النظم الانتخابية في العالم رغم سهولته الظاهرية.
المرشحان للرئاسة هما: كاميلا هاريس نائبة الرئيس السادس والأربعين (46) جو بايدن والتي نالت ترشيح وتأييد الحزب الديمقراطي في آب الماضي بعد إعلان جو بايدن الانسحاب من سباق الرئاسة لأسباب خاصة منها الصحية، لتواجه الرئيس الأسبق الخامس والأربعين (45) للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب الرئيس الجدلي .
وقف المرشحان في أيلول الماضي في مناظرة مباشرة تلفزيونية أمام الناخب الأمريكي والمتابعين في العالم، ظهر فيها ترامب مشوشاً وغير قادر على مجاراة هاريس التي ظهرت من خلال هذه المناظرة متفوقة لعدة عوامل منها الحضور الذهني والإجابات المباشرة والرد الفوري، ما حقق لها نقاطاً إضافية، وكانت قد طلبت مناظرة ثانية إلا أن دونالد ترامب رفض خوض مناظرات أخرى كونه قد تفوق في المناظرة الأولى كما يروج، إلا أنه يتضح بأن مستشاريه وفريقه قد أخبروه بضرورة الابتعاد عن المناظرات الوجاهية المباشرة مع الخصم كون أن نتائج المناظرة الأولى التي كانت لمصلحة كاميلا واضحة للعيان، ما قد يقلل من نسبة المناصرين له ويعرضه لخسارة المزيد من النقاط في السابق الرئاسي.
داخلياً، هناك ملفات مهمة للمواطن الأمريكي يرغب في انعكاسها إيجاباً عليه سواءً كانت ملفات متعلقة بالاقتصاد من تخفيض البطالة وتحسين العجلة الاقتصادية وتخفيض التضخم، أو أمور اجتماعية كملف الهجرة والإجهاض وغيره، بالإضافة للسياسية سواءً الخارجية أو الداخلية، ولكل مرشح من المرشحين أجندته وبرنامجه لتنفيذ ذلك .
الديمقراطيون الذين يوصفون دائماً بسلاسة في العمل السياسي وخاصة في الملفات الدولية، على العكس من الجمهوريين فهو منسجم خصوصاً في ما يتعلق بالملف المتعلق بالقضية الفلسطينية ومنطقة الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي الفلسطيني الإسرائيلي مع بعض الراديكالية والاستعجال بالتنفيذ من قبل الجمهوريين .
كاملا هاريس خلال حملتها الانتخابية جمعت تبرعات بمبالغ مرتفعة جداً فاقت التوقعات وأكثر من ضعف المبلغ الذي جمعه ترامب، علماً أن دونالد ترامب يحظى بدعم بعض الأغنياء والمشاهير، وسخرت له ماكنة التكنولوجيا من خلال إيلون ماسك، ما يجعل معركة الانتخابات شديدة في الأسبوع الأخير منها قبل التوجه في الخامس من الشهر القادم إلى صناديق الاقتراع الذي سيكون فيها نشاطاً للأمريكيين خاصة في ظل محاولة تأييد وكسب أصوات العربية والمسلمة وذوي البشرة السمراء واللاتين، حيث إن ما يحدث في الشرق الأوسط ممكن أن يساعد في التأثير على نتائج الانتخابات .
في الأيام الأخيرة، يتبين من خلال مراكز الاستطلاعات ونتائج الآراء بأن كاميلا هاريس ودونالد ترامب متساوين في النقاط وقريبين جداً بالمنافسة، ما سوف ينعكس على يوم الاقتراع الذي ستقرر فيه الولايات المتأرجحة من هو الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية .