عن جولات رئيس الوزراء وحجاب الخذلان الذي يمنعنا المطر



كتب العبد رضوان - 

إذا اردت ان تقول شيئا ما في زاوية من زوايا الشأن المحلي، فأي الملفات اليوم تختار؟

قلت اريد ان اكتب هذه المرة في الشأن المحلي. اذن ما هو الملف الذي لم يقل فيه الكتاب ما قاله المتنبي عن فصل الخطاب.

ألم يُقل كل شيء؟ نعم قالوا كل شيء. والمسؤولون سمعوا كل شيء، ولم يتغير شيء. تلك معادلة قد ادركها حديث السن بيننا وعجوزه.

من الفقر والبطالة حتى تهديد الكلاب التي لم تعد ضالة في شوارع مدننا، فقد استوطنت احياءنا وانتهى الامر.

قلت دعوني اكتب عن جولات رئيس الوزراء. على أني سألت نفسي: ماذا عنها؟ ما المهم في هذه الجولات؟ هذه ليست جولات انتخابية. فلم انتبه لها، فما الكاتب اعلم من المكتوب له ما المطلوب. ولا الناس. بل إنّ أرصفة شوارعنا صارت تعرف ما الخلل؟

اليس المسؤول يعرف تماما ما الذي يريده المواطن منه؟ المسألة ليست في التقاط صورة.

التقطها من قبل الدكتور عمر الرزاز. وتموضع لالتقاطها د. بشر الخصاونة، ثم ها قد رحلا، فوزًا بالابل، وبقي الناس على قارعة الطريق.

اذن، لعلي اكتب عن الامطار المحصورة فوق رؤوسنا اليوم، الممنوعة ان تصل لنا. وكأن حجاب الخذلان منعها عنا. وكأنها "اذ امطرت أمحلت".

حسنا. هذه هي. سأكتب عن الامطار. فها نحن وقد دخلنا او نوشك شهر تشرين الثاني وما زال بعضنا يرتدي "الشبّاح".

وما زالت الامهات في اشتباك يومي كل مساء مع اولادهن في محاولة لاقناعهم ان الصيف رحل وان علينا ان نطفئ المروحة.

الصيف، افتراضيا، رحل لكن خذلاننا المفجوعين بأمته لم يرحل. هذا أشد حرّا.

وكأننا في خريف الشهامة. وخريف الشهامة لا تسقي امطاره شجرا ولا تبلل ارضا، ولا تروي من عطش.

مجددا عن ماذا يكتب الكتاب في هذه الايام؟ ايام مزدحمة بالاخبار والاحداث والامراض والفايروسات والتعب.

لا شيء. حسنا. اذن ضع القلم.