عن هَوَس "النمرة الحمراء"!
تحمل "النمرة الحمراء" على السيارة وهماً لصاحبها بأنّه بلغ آخر المبتغى، فقد انضمّ إلى عائلة المأثورين المؤثرين، وهكذا يستطيع أن يصطف بسيارته أنّى يريد، وخصوصاً في الأعراس والجاهات وتجمعات العزاء.
نحن نتحدّث عن "نمر حمراء" لثلاثة أنواع من المسؤولين: الوزراء والنواب والأعيان، لا غيرهم من صغار الموظفين، وهؤلاء الذين نقصد لا يتعدّى عددهم على الخمسمائة شخص.
اختيار هؤلاء لم يأت لمجرّد أن تزدني مقدّمات سياراتهم بتلك اللوحة، ولكن للعمل من أجل البلاد والعباد، ولصراحة القول نقول: إنّ الذين سحبت منهم تلك الميزة يتحوّلون في اليوم التالي إلى المعارضة، والحديث عن الصحيح بأثر رجعي.
أتذكّر قبل سنوات أنّ صديقنا النزيه الدكتور محيي الدين توق صار وزيراً، والتقينا في تشييع قريب، فلاحظت أنّ سائقه يُغيّر لوحة السيارة الحمراء إلى البيضاء العادية، فسألته عن السبب، قال: لا أحبّها ولا أستخدمها سوى في المهام الرسمية!
هَوَس "النمرة الحمراء" تجتاح نخبتنا إلى درجة أنّ من يفقدها يفقد عقله فيضرب الأخماس بالأسداس، ومن يجدها يفقد عقله فيشعر أنّه امتلك الكون، ولسنا نعمّم على الجميع، ولكنّ الغالبية الغالبة كذلك، وللحديث بقية!