سكجها يكتب: نُرجّح فوز هاريس لهذه الأسباب!



كان ذلك في شهر حزيران من العام ٢٠٠٨، حين التقيت مدير الإعلام في السفارة الأميركية، وكان صديقي إلى حدّ ما، وضمن الكلام سألته: من تُرجّح للفوز أوباما أم ماكين؟

وبسرعة أجابني: "باراك أوباما سيكون الرئيس المقبل"، وفي حقيقة الأمر فقد فوجئت بالاجابة، لأنّ تقديري وتحليلي كان أنّ الولايات المتحدة ليست جاهزة بعد لاستقبال صاحب أصول أفريقية في البيت الأبيض، وحين عبّرت عن ذلك قال: إنتظر وسوف ترى!

صاحبي لم يكن يعلن عن كونه ينتمي إلى أيّ من الحزبين الرئيسيين، ولكنّه بالطبع وباعتبار وظيفته جزء من "الدولة العميقة"، ولهذا لم تكن مفاجأة لي أن يجلس أوباما على كرسي المكتب البيضاوي في البيت الأبيض ثماني سنوات!

المجتمع الأميركي يتغيّر، ويتطوّر، وجزء من حيوته ونجاحه أنّه يتدرّج في قبول الجديد، ويبدو أنّ هيلاري كلينتون التي فازت بأعلى الأصوات مقابل دونالد ترامب كانت استثناء، فلم تذهب إلى الرئاسة لسبب نوعية النظام الانتخابي، لتكون أوّل سيدة هناك.

هناك كيمياء تحكم كلّ إنتخابات أميركية، وهناك قياسات للرأي العام طال ما أثبتت فشلها في التوقّع، ولكنّ المجتمع الأميركي سيكون جاهزاً لوصول سيّدة ومن أصول غير بيضاء البشرة إلى مربط الخيل في واشنطن.

لا ننجّم، ولكنّ التنبؤ السياسي جزء أصيل من علم السياسة، ولهذا سنقول إنّ كاميلا هاريس هي الأقرب جداً للفوز، وخصوصاً مع كون منافسها استفزّ الغالبية من الأميركيين بنزقه وعنجهيته وفشله القديم، ويبدو أنّ النساء سيحملن سبب الفوز الأساسي، والله أعلم، وللحديث بقية!