الأردن قادر في مطلق الأحوال مع هاريس أو ترامب!



توقعنا في مقالتنا أمس فوز كاميلا هاريس، ولكنّ صناديق الاقتراع هي التي ستحكم في نهاية الأمر، وكثير من الأردنيين يسألون: ماذا لو فاز دونالد ترامب، وماذا سيكون التأثير علينا؟

ذلك السؤال وصلني كثيراً ضمن التعليقات، وسوف أجيب: صحيح أنّ علاقتنا مع ترامب ظلّت بين الهدوء من ثمّ الفتور وبعدها البرود، ولكنّ سنواته الأربع في البيت الأبيض حملت زيادات في المساعدات!

دونالد ترامب وصف الملك عبد الله الثاني بالمحارب القويّ، في أوّل لقاء بينهما، ولكنّ سياساته باعدت بين الرجلين، فصاحب البيت الأبيض أعلن عن نقل سفارته إلى القُدس، ولكنّه لم يعترف بأنّ القدس كلّها لإسرائيل، وأكثر من ذلك فقد اختار موقعاً يمكنه أن يكون محايداً بين عاصمتين.

ترامب تحدّث عن "صفقة القرن" عبر صهره الذي كان مندوبه السامي، ولكنّ شيئاً لم يحصل سوى اتفاقيات إبراهيمية باهتة أثبتت الأيام هشاشتها، ولكنّ الأردن كان ثابتاً في كلّ ما مرّ من خلال ذلك.

العلاقات الأردنية الأميركية لم تكن في يوم عابرة، بل ترسّخت عبر رؤساء كثيرين، ولا ننسى أنّ الملك قدّم أجمل وأصدق وأجرأ الكلمات أمام الكونغرس، وحظي بأكبر قدر من الوقوف والتصفيق، على طرفي القاعة، مع أنّ جورج بوش كان حاكم واشنطن، والملك عارض بصراحة اجتياحه واحتلاله العراق.

توقّعنا فوز هاريس، وما زلنا على قراءتنا للانتخابات، ولكنّ فوز ترامب لن يكون نهاية أو بداية، بل سيكون ربح هذه أو خسارة هذا مجرّد نقطة تواصل واستمرار للعلاقة الأردنية الأميركية، باستقلالية تامّة للأردن، وتفهّم كامل من واشنطن لعمّان، بصرف النظر عمّن يحتلّ الكرسي في المكتب البيضاوي، وللحديث بقية!