"خدمة العلم" وعودة للسؤال الأوّل!
تصدّرت "خدمة العلم" الأخبار فترة قصيرة، ثمّ تمّ نسيانها، فردود الأفعال من المجتمع كانت سلبية، والطريف أنّ العدو الإسرائيلي لا يفرض "خدمة العلم" فحسب، بل يجعل كلّ هؤلاء الذين خدموا جيشاً للاحتياط!
من الطبيعي أن نقول إنّنا ناس مرفّهون، يمكننا إطلاق الشعارات في المظاهرات، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل ونشارك في حملات المقاطعة الاقتصادية، ولكنّنا نرتجف حين يتعلّق الأمر بـ"خدمة العلم"، وكنّا نسمّيه أيام زمان "التجنيد الاجباري"!
الفلسفة الأولى لهذه الخدمة هي بدمج الناس بعضهم ببعض، وثانيها هي التعلّم كيفية الدفاع عن الوطن بالسلاح، وثالثها هي تعلّم الانضباط، وهناك أسباب أخرى كثيرة، تعتمدها أغلب الدول.
"خدمة العلم" ليست ترفاً، وقد تكون لسنة أو سنتين، وهي ليست بالضرورة عسكرية، فقد يخرج الشاب منها عارفاً لأساليب تقنية لم يكن ليحلم أن يعرفها في مكان آخر، وقد تكون في وسائل انتاجية صناعية أو زراعية أو غيرها وغيرها.
من الجميل أن يلبس أبناؤنا "الفوتيك"، ويعرفون معنى الوطن والانتماء، فيستيقظون مع صياح الديك في طابور، ويتوزّعون على مناطق تدريبية تحمل كلّ الأشكال بدءاً من العسكرية وليس إنتهاء بالتقنية والمدنية العامة.
استعادة هذه الخدمة في قاموسنا اليومي صارت ضرورة، ولو كانت بالتدريج، وقد تكون جزءاً من حلّ ذهاب الكثير الكثير من شبابنا إلى النزق والميوعة والمخدرات، وبالطبع فحديثنا يشمل الشابات أيضاً، وللحديث بقية!