إقالة غالانت.. انتقادات واحتجاجات بالشارع وبن غفير يهنئ وواشنطن متفاجئة
أثار قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، ردود فعل داخلية متباينة غلبت عليها الانتقادات الشديدة، في حين خرج مئات المحتجين إلى الشوارع رفضا للقرار.
وقد أعلن نتنياهو مساء اليوم الثلاثاء إقالة غالانت قائلا إنه لا يثق في إدارته للعمليات العسكرية الجارية، وإن "أزمة الثقة التي حلت بينهما جعلت من غير الممكن استمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة".
وقال مكتب نتنياهو في بيان إن رئيس الوزراء عين وزير الخارجية يسرائيل كاتس خلفا لغالانت، ورئيس حزب "اليمين الوطني" غدعون ساعر وزيرا للخارجية.
وقد تباينت ردود الأفعال في إسرائيل، مساء اليوم، على قرار إقالة وزير الدفاع، بينما يواصل جيش الاحتلال شن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة وسّع نطاقها لاحقا إلى لبنان.
وتاليا أبرز ردود الفعل داخل إسرائيل على قرار الإقالة:
نزل المئات إلى الشوارع في تل أبيب للاحتجاج على قرار الإقالة، وأغلقوا محور أيالون في تل أبيب الكبرى. وأفادت القناة 12 باندلاع مواجهات بين محتجين والشرطة في شارع أيالون بتل أبيب.
في أول تعليق له على قرار إقالته، قال غالانت إن أمن دولة إسرائيل كان وسيبقى رسالته في الحياة.
وذكرت القناة نفسها أن غالانت قال لمقربين إن تعيين كاتس وزيرا للدفاع ولا خبرة له بالجيش خطر على أمن إسرائيل. وأضافت أن غالانت قد يعلن استقالته من الكنيست والعمل السياسي.
قال زعيم المعارضة يائير لبيد إن إقالة غالانت في خضم الحرب عمل جنوني، وإن نتنياهو يبيع أمن إسرائيل وجنود الجيش من أجل بقائه السياسي. وأضاف أن حكومة اليمين تفضل المتهربين من الخدمة العسكرية على الجنود الذين يخدمون.
قال العضو السابق بمجلس الحرب بيني غانتس إن إقالة غالانت سياسية وعلى حساب أمن الدولة.
قال رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان إنه إذا كان جائزا استبدال وزير الدفاع في خضم الحرب فمن الممكن أيضا استبدال رئيس الوزراء.
نقلت هيئة البث عن مسؤولين أمنيين قولهم إن "إقالة غالانت في هذا التوقيت قرار غير مسؤول بينما نترقب هجوما من إيران".
ونقلت عن مصدر أمني قوله إن نتنياهو اختار السياسة بدلا من أمن الدولة.
قال مسؤول كبير لهيئة البث إن الثقة هامة لكن إقالة وزير دفاع في هذا التوقيت أمر غير مناسب على الإطلاق.
اعتبرت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة أن إقالة غالانت تمثل استمرارا لجهود نتنياهو لإحباط مساعي إعادة "المخطوفين".
طالب رئيس حزب الديمقراطيين يائير غولان من الإسرائيليين النزول إلى الشوارع عقب إقالة وزير الدفاع.
نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول كبير قوله إن غالانت تمت التضحية به على مذبح قانون الإعفاء من التجنيد.
في المقابل، هنأ وزير الأمن إيتمار بن غفير رئيسَ الحكومة على قرار إقالة غالانت، مشددا على أنه لا يمكن تحقيق النصر الكامل معه.
قال وزير الاتصالات شلومو كرعي إن غالانت لم يرتق لروح البطولة التي يظهرها الجيش ويجب إقالة المستشارة القضائية للحكومة.
الموقف الأميركي
نقل موقع أكسيوس -عن مسؤول في البيت الأبيض- أن واشنطن فوجئت كثيرا من قرار نتنياهو إقالة غالانت.
ونقلت الإذاعة الوطنية الأميركية -عن مسؤول إسرائيلي- أن نتنياهو أقال غالانت يوم الانتخابات لمنع إدارة بايدن من الاحتجاج.
وقال مسؤول أميركي -لصحيفة هآرتس الإسرائيلية- إن الشعور السائد أن إقالة غالانت يوم الانتخابات كانت متعمدة لتجنب رد فعل أميركي عنيف.
وقال مجلس الأمن القومي الأميركي -للجزيرة- إن غالانت كان شريكا مهما في جميع الأمور المتعلقة بالدفاع عن إسرائيل.
وفي وقت سابق، نقل مسؤولون إسرائيليون عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان وصفهما إقالة غالانت أثناء الحرب بأنها ضرب من الجنون.
كما نقلت هآرتس عن مصدر بالإدارة الأميركية قوله إن واشنطن ستجد "طريقة للتعامل مع أي شخص يتولى منصب وزير الدفاع في إسرائيل" وأشار إلى أن ساعر لن يتمتع بالعلاقة الوثيقة ذاتها مع واشنطن التي تمتع بها غالانت.
هكذا أبلغ غالانت بالإقالة
ووفق الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية فإن نتنياهو أبلغ غالانت بقرار إقالته قبل 10 دقائق فقط من إصدار البيان، كما قالت القناة 12 إن مكالمة الإقالة بينهما استغرقت 3 دقائق فقط.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية -عن مصادر أمنية- أن نتنياهو يتجه بعد إقالة غالانت لإقالة رئيس هيئة الأركان ورئيس الشاباك، وهو ما نفاه مكتب نتنياهو لاحقا.
المصدر : الجزيرة + وكالات