غالانت لعائلات أسرى الاحتلال: نتنياهو يبقي الجيش في غزة بلا داع
ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية، أن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي المقال يوآف غالانت، أبلغ عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة أن الجيش ليس لديه سبب للبقاء في القطاع، وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحتفظ بالجنود في غزة "بسبب رغبته في البقاء هناك".
وبحسب تقرير للقناة /12/ العبرية، قال غالانت لعائلات أسرى الاحتلال، الذي أقاله نتنياهو من منصبه ليلة الثلاثاء، إن نتنياهو هو الوحيد الذي يمكنه أن يقرر ما إذا كان سيوافق على صفقة الأسرى أم لا، وإنه "حاول وفشل" في التأثير على نتنياهو في هذا الشأن.
وقال غالانت إن "رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) ورئيس الأركان، وأعتقد رئيس جهاز "الموساد"، اتفقوا معي أيضا"، موضحا أنه أخبر نتنياهو أن "الظروف كانت ناضجة" للتوصل إلى اتفاق في يوليو/تموز، وأنه ونتنياهو كانا في صراع حول معايير الاقتراح منذ ذلك الحين.
وقال غالانت: إنه ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي يشككان في الادعاءات التي تتحدث عن وجود مبررات أمنية أو دبلوماسية لإبقاء القوات في القطاع.
وأضاف "أستطيع أن أخبرك بما لم يكن موجودا: الاعتبارات الأمنية. لقد قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي وأنا إنه لا يوجد سبب أمني للبقاء في ممر "فيلادلفيا"، حسبما ورد، في إشارة إلى الشريط من الأرض في غزة الذي يمتد على طول الحدود مع مصر، والذي دافع عنه نتنياهو باعتباره أحد المكاسب الاستراتيجية الرئيسية للحرب.
وأضاف، بحسب التقرير التلفزيوني الذي استند إلى روايات من عائلات حضرت الاجتماع، "قال نتنياهو إن "الاحتفاظ بها" كان اعتبارا دبلوماسيا؛ وأنا أقول إنه لم يكن هناك أي اعتبار دبلوماسي". .
وأضاف "أخشى أن نبقى هناك فقط لأن هناك رغبة في البقاء هناك"، في إشارة محتملة إلى دعوات اليمين المتطرف لاحتلال القطاع وإنشاء المستوطنات الإسرائيلية.
وقال غالانت أيضا إن فكرة أن إسرائيل يجب أن تبقى في غزة لخلق الاستقرار هي "فكرة غير مناسبة للمخاطرة بحياة الجنود من أجلها" سندفع ثمنها باهظا".
وتعد هذه التعليقات هي الأكثر وضوحا حتى الآن، والتي تسلط الضوء على الاختلافات بين غالانت، الذي أيد اتفاق وقف إطلاق النار لإعادة الأسرى إلى ديارهم، ونتنياهو، الذي رفض إنهاء الحرب كجزء من اتفاق الأسرى.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن نتنياهو يخطط لإقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هاليفي ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار.
واتهم سياسيون معارضون نتنياهو بممارسة السياسة على حساب أمن إسرائيل. ورأى المنتقدون أن هذه الخطوة جاءت لأسباب سياسية، بما في ذلك الجهود الرامية إلى تمرير تشريع يعفي الرجال اليهود المتشددين دينياً من الخدمة العسكرية الإلزامية، وهو ما عارضه غالانت.
وشهدت دولة الاحتلال مزيدا من الاحتجاجات خلال اليومين الماضيين في أماكن عديدة ضد إقالة غالانت.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، للعام الثاني على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان نحو 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.