انطلاق فعاليات الدورة السابعة من القمة العالمية للابتكار في الرعاية الصحية



وفاء زيناتية - انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الأربعاء، فعاليات الدورة السابعة من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية، إحدى مبادرات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، "ويش 7" بعنوان "الصحة من منظور إنساني: المساواة والمرونة في مواجهة الصراعات".

وشهدت الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، الجلسة الافتتاحية للنسخة السابعة من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية.

ويسلّط المؤتمر الضوء على الحاجة إلى الابتكار في الصحة لدعم الجميع، مع التركيز على المناطق المتأثرة بالحروب والنزاعات.

ويجتمع في القمة "ويش 7" التي تستمر فعاليتها على مدى يومين، 3000 مشارك، من القيادات والرواد والمبتكرين والباحثين والعاملين في مجال الرعاية الصحية من مختلف أنحاء العالم، في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، بهدف البحث عن حلول مبتكرة لمجموعة من أكبر التحديات الصحية التي تواجه العالم اليوم.

وستركز القمة، على 4 مسارات رئيسية، هي: الصحة والنزاع المسلح، صحة الأقليات والسكان المعرضين للخطر، الابتكار والتغيير على مستوى النظام والمشاركة والتدخلات المجتمعية.

وتعاونت قمة "ويش” في نسختها السابعة مع منظمة الصحة العالمية لتطوير ثلاثة مشاريع بحثية تقودها منظمة الصحة العالمية، والعمل على تقارير قائمة على الأدلة لمناقشتها بعمق في القمة.

وقال المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، في بيان له اليوم الأربعاء، إن الشراكة بين المنظمة ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية، تهدف إلى تعزيز الإلتزام المشترك بتحسين السياسات والممارسات الصحية العالمية، من خلال التركيز على القضايا الصحية العالمية البالغة الأهمية التي تتطلب اهتمامًا عاجلًا.

وستركز هذه التقارير على المواضيع التي تحتاج إلى اهتمام عاجل من مجتمع الصحة العالمي. حيث يؤكد هذا التعاون الالتزام المشترك لكل من مؤتمر قمة "ويش” ومنظمة الصحة العالمية بتطوير السياسات وتحسين الممارسات.

وقد قدّمت منظمة الصحة العالمية إسهامات كبيرة في إعداد التقارير وأوراق السياسات، بما يشمل حماية الصحة في النزاعات المسلحة؛ حيث وثقّت المنظمة أكثر من 7400 هجمة على مرافق الرعاية الصحية في مناطق النزاعات منذ عام 2018، ولكن لم يخضع أي شخص للمساءلة عن تلك الهجمات.

وفي هذا الصدد، دعت المنظمة مؤتمر القمة إلى تكوين تحالف عالمي؛ لتعزيز الضغط الدبلوماسي، وإلى تعيين مقرر خاص تابع للأمم المتحدة لرصد الهجمات التي تتعرض لها مرافق الرعاية الصحية والإبلاغ عن تلك الهجمات؛ مشيرة إلى أن بذْل جهد عالمي لمنع الهجمات ومحاسبة مرتكبيها أمرٌ لا غنى عنه للحفاظ على الرعاية الصحية في مناطق النزاع.

ومن التقارير وأوراق السياسات التي سيتم تقديمها في القمة، تقريرا حول السرطان الذي يصيب المرأة، حيث أشارت نتائج التقرير إلى أن سرطان الثدي وعنق الرحم من قضايا الصحة العامة الرئيسية في إقليم شرق المتوسط.

ففي عام 2022، شهد الإقليم نحو 130 ألف حالة إصابة جديدة بسرطان الثدي و17 ألف حالة إصابة جديدة بسرطان عنق الرحم، وهو ما أسفر عن ارتفاع معدلات المراضة والوَفَيات، ومن المتوقع أن يصل العبء الاقتصادي إلى 379 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2040.

وفي هذا الصدد، تحثّ المنظمة على الاستثمار في تدخلات عالية المردود، مثل التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، وبرامج الكشف المبكر للحدّ من الإصابة بالسرطان والوفيات الناجمة عنه؛ فاتباع نهج قوي في العلاج والوقاية يمكن أن يؤدي إلى إنقاذ الأرواح، وتحقيق عائد كبير على الاستثمار يتراوح بين دولارين و6 دولارات أمريكية مقابل كل دولار يُنفَق.

وفيما يتعلق بالرعاية الملطّفة، يتضمن التقرير البحثي الخاص بالرعاية الملطّفة دراسات حالات متعددة تسلط الضوء على نماذج مبتكرة وتحويلية للرعاية الملطفة، وهي أمثلة توضح ما يمكن أن يحققه التدخل المستهدف في تقديم الرعاية الملطفة، والتثقيف والتدريب، وقياس الحصائل، والتطويع الثقافي، وتقييم الاحتياجات، وإعداد السياسات.

ويعرض التقرير أيضا تفاصيل أوجه الإجحاف المستمرة، بل المتفاقمة في بعض الحالات، في الحصول على خدمات الرعاية الملطفة وجودتها على الصعيد العالمي.

كما تتناول التقارير وأوراق السياسات كذلك، الحلول المبتكرة للسل للقضاء على السل في صفوف اللاجئين والمهاجرين، والتدخلات والمشاركة المجتمعية التي تسلّط الضوء على أهمية الترابط في المشاركة المجتمعية في المبادرات الصحية، بالإضافة إلى توظيف المرأة في مجال الصحة التي تستكشف دور المرأة في التوظيف في مجال الرعاية الصحية، مع التركيز على إقليم شرق المتوسط.

ومن المتحدثين الرئيسيين في القمة، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والمديرون الإقليميون للمنظمة لأقاليم شرق المتوسط، وأوروبا، وأفريقيا.