#ايران
تتحدث إيران بلغتين واحدة بلسان الحرس الثوري تهدد وتتوعد اسرائيل ومعها امريكا احيانا والثانية خاصة تصريحات الرئيس الايراني تبدي حرصا مفرطا على السلام والتأكيد على نزوع إيران إلى السلم والتأكيد على عدم نيتها انتاج السلاح النووي.
المشترك في هذه اللغة الثنائية هو عدم اظهار ايران كمن يتوسل ويستجدي وميل ثابت للحفاظ على الهيبة والكبرياء.لكن عندما تترافق الرسائل الإيرانية مع مفاوضات وتواصل مع إدارة ترامب المقبلة وآخرها اللقاء مع ايلون ماسك فلا مجال للشك بأن إيران حريصة بكل قوة لتجنب حرب مع إسرائيل خاصة بعد الهجوم الجوي الإسرائيلي الأخير الذي أظهر ضعفا شديدا لقدرات إيران الدفاعية أمام سلاح جو اسرائيلي متفوق.
إيران التي تعاني تبعات الحصار تضع ترميم اقتصادها في المقام الأول.
وهذا ما يجعلها حذرة جدا إزاء أي تصعيد عسكري يعمق الأزمة الاقتصادية ويصعب مهمة الرئيس الايراني الهادفة لتحسين مستوى معيشة مواطنيه.
بالطبع لن تنكفأ إيران على نفسها وتتخلى عن نفوذها الإقليمي وقد نجحت بالفعل ببناء علاقات ودية مع السعودية ودول الخليج إضافة لمصر وتركيا. وتحاول الإبقاء على حضور ونفوذ نسبي لحزب الله في إطار التوازنات اللبنانية ومن هنا يأتي موقفها المعلن بأنها تقبل بما سيقبله لبنان.ورغم الحرج فإن إيران قد تكتفي ببقاء الحزب بمنسوب قوة يحفظ حضوره في حدود يتيحها قرار 1701.
من المؤكد ان نبيه بري وحزب الله وقد وضعا القرار الأممي سقفا تفاوضيا يحظيان برضى إيران.
أن رغبة إيران بتجنب الحرب وأولوية ترميم اقتصادها هي الناظم لعقلها السياسي إقليميا ودوليا.وكل نشاط آخر إنما يخدم هذه المحددات الإيرانية.
لا شك أن الواقع الميداني في غزة ولبنان عقب الضربات الإسرائيلية الموجعة لحزب الله.والدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل يفرض على إيران أن تتكيف قسرا ورغما عنها مع واقع صعب ومرير.
أن المنطقة ككل تتجه نحو خفض ملموس للتصعيد خلال أسابيع.دون أن يؤدي هذا إلى إسكات الرصاص تماما فقد يستمر لفترة طويلة بوتيرة قابلة للاحتواء.
وفقا لهذا التصور تبدو اسرائيل هي الطرف الرابح.هذا صحيح مؤقتا وظا abهريا.وعندما تضع الحرب أوزارها سيكون أمام العالم فرصة رؤية إسرائيل وقد تفجرت تناقضاتها البنوية جريحة منهكة ممزقة.مهددة من الداخل أكثر مما هو من الخارج.