الحقيقة المسكوت عنها في القمم العربية والاسلامية ... ٣٣ قمة بلا جدوى ..




كتب محمد عربيات - اخر قمة عربية عقدت بالعاصمة البحرينية المنامة بتاريخ 16 / 5 / 2024  وتحمل الرقم (33) ، وذلك بعد بدء العدوان الصهيوني على غزة بسبعة شهور ، ومن توصيات تلك القمة وفيما يتعلق بحرب الابادة الجماعية بغزة، فقد صدر عن القمة بيان ختامي  طالبت الحضور فيه  بوقف العدوان على غزة وخروج القوات الاحتلال من جميع مناطق غزة ورفع الحصار المفروض والسماح بدخول المساعدات الانسانية وفتح المعابر، وتمكين وكالة الغوث الدولية الانروا من القيام بعملها لتقديم العون والدعم لاهل غزة، وتوفير الدعم المالي للوكالة لتتمكن من القيام بمهامها ،واكد المجتمعون رفض كل اشكال التهجير القسري للفلسطينيين بغزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، ودعا القادة العرب لنشر قوات دولية بالاراضي الفلسطينية المحتلة لحين تنفيذ حل الدولتين .

بضعة اشهر مضت على تلك القمة ماذا حصل ؟ مزيد من القتل والدمار التضييق على ادخال المساعدات ما تسبب بانتشار الجوع والامراض ، ونسمع ونشاهد الكثير مما تفعله قوات الاحتلال الصهيوني بالرغم من الصمود الاسطوري الذي سجلته وتسجله المقاومة الفلسطينية لغاية اليوم ، وما القرار الاخير بسحب الاعتراف بوكالة الغوث الدولية الا دليل على نوايا الكيان الصهيوني ومخططه بتصفية القضية الفلسطينية معتمدا على دعم الغرب المتصهين الواضح من الاقوال والافعال ، قرارات ومطالبات صدرت عن القمم العربية المتكررة بخصوص القضية الفلسطينية ولا نتائج لهذه القرارات ومصيرها معروف ، فتعامل الكيان الصهيوني مع قرارات الشرعية الدولية الا دليل على ان القادة العرب لم يتعلموا او انهم ......... والله اعلم .

واذا ما عدنا للتاريخ وتحديدا لاول قمة عربية عقدت بانشاص بجمهورية مصر العربية بشهر ايار 1946 فمن قرارات تلك القمة وبما يتعلق بقضية فلسطين وكما يلاحظ انها عقدت قبل حرب عام 1948 وقبل صدور قرار التقسيم الذي صدر بشهر تشرين الثاني 1947، وتضمنت قرارات قمة انشاص بان قضية فلسطين قضية قومية باعتبار فلسطين قطر عربي، والوقوف بوجه الحركة الصهيونية باعتبارها حركة لا تهدد فلسطين فحسب بل جميع البلاد العربية والاسلامية ،والعمل على وقف الهجرة اليهودية لفلسطين وقفا تاما ومنع تسرب الاراضي لليهود ،واعتبار اي سياسية تاخذ بها امريكا وبريطانيا ضد فلسطين هي سياسة عدوانية تجاه الدول العربية والاسلامية ،ومساعدة اهل فلسطين بالمال وبكل الوسائل الممكنة.

تكررت القمم المتعددة وقبل ايام عقدت قمة عربية اسلامية بالمملكة العربية السعودية  وهي ليست الاولى بالمناسبة، فقد عقدت قمة عربية اسلامية  بعد شهر من بداية حرب 7 تشرين اول 2023 بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية بتاريخ 11/ 11 / 2023 وقمة اخرى بنفس التاريخ بالشهر الحالي،واذا ما اردنا الحديث بمخرجات هاتين القمتين كونهما عقدتا بظل حرب الابادة الجماعية على غزة فلا تختلف عن بيانات القمم العربية التي دعت لوقف اطلاق النار وحل للقضية الفلسطينية سلميا ، واطلاق سراح الرهائن واقامة دولة فلسطينية ورفض التهجير القسري، وتقديم الدعم المالي لفلسطين وكسر الحصار على غزة وادخال المساعدات الانسانية ، واقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، والمطالبة بحظر الاسلحة للكيان الصهيوني ، بيانات يتم تدبيجها بنفس المطالب واستبدال كلمة هنا وكلمة هناك ، واظهار مدى التزامنا بالحل السلمي للصراع مع العدو الصهيوني،  بيانات تصاغ بلغة انشائية مكرورة، حتى اصبحنا  قادرين على وضع بيان ختامي لاية قمة قبل انعقادها .

وما ان يصدر البيان الختامي للقمة وتلتقط الصور وتذاع الاخبار عن اللقاءات الجانبية بين زعماء وقادة على هامش القمة ، والاشادة بحسن الاستقبال وكرم الضيافة ، تزداد غطرسة العدو الصهيوني و حملات القتل والتهجير وهدم البيوت والمستشفيات وخيام اللاجئين والاعتقالات ... الى ما لا نهاية  جرائم بالجملة والمفرق وابادة جماعية وتطهير عرقي لم يعرف التاريخ لها مثيلا ،ونحن ندين ونشجب ونناشد المجتمع الدولي للضغط على الكيان الصهيوني، ونسينا او تناسينا ما قاله يوما الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رحمه الله ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، وما قاله شهيد الحج الاكبر صدام حسين المجيد رحمه الله في كثير من كلماته امام القمم العربية وباحدى الخطب قال : على العرب ان يصحوا كافي يقبلوا اهانات من امريكا والصهيونية ،  الى هنا انتهت الاقتباسات  ، ،استمر الجمع بعدها وقبلها في اجترار ذات العبارات الفارغة شكلا ومضمونا ، قمم  تعقد  واخرى  تختتم والنتيجة ذاتها في كل مرة ،   المقاومة الفلسطينة قدمت منذ 7 تشرين الاول 2023 فرصة تاريخية للحكام العرب لتحرير فلسطين ، لتحرير انفسهم من رتابة هذه اللقاءات وشكليتها ، وللاسف الشديد فوت القوم الفرصة وخرجت القمة بذات الكليشيهات وذات القوالب اللفظية الفارغة من المعنى والمضمون .. لا يريدون للمقاومة ، لهذه الفكرة ان تنتصر،  هذا واقع الحال،  او للدقة المسكوت عنه في كل القمم العربية والاسلامية ..