حينما يكون التكريم رمحًا في خاصرة الوعي .. أيُكافَأ اللهو ويحارب الإصلاح؟
كتب المحامي علاء هاني الحياري * -
في زمن تزداد فيه تحديات العيش الكريم وتتعاظم فيه الحاجة إلى رموز تجسد القيم الوطنية تبرز أسئلة حول معايير التكريم وأهدافه. قرار تكريم الفنانة نسرين طافش من قبل مؤتمر المنتدى العالمي للتواصل الاجتماعي بجائزة "المحتوى العربي الأكثر انتشارًا عبر الإنترنت” أثار موجة من التساؤلات والجدل، ليس بسبب شخصها بل بسبب توقيت ودلالات هذه الخطوة في ظل الأزمات المتلاحقة التي يمر بها الأردن والمنطقة.
في الوقت الذي يواجه الأردنيون فيه أعباء اقتصادية خانقة وتحديات اجتماعية وسياسية تهدد حاضرهم ومستقبلهم، تجري مراسم تكريم لفنانة اشتهرت مؤخراً بمحتواها الترفيهي مما يشير لانعزال كامل للبعض عن الواقع غير آبهين لأولويات المرحلة وهموم الناس وأشجانهم المتكسرة تحت وطأة ما يجري أمام الأعين، فتوقيت مثل هذا التكريم لفنانة ترفيهية يثير تساؤلات حول الرسائل والمضامين المراد إيصالها، في وقتٍ تصارع فيه الأسر الأردنية للبقاء وتغص بيوتهم بالعاطلين عن العمل أو الذين يبحثون عن دنانير تغطي رحلة تهريبهم للمجهول أملاً بحياة أفضل.
ما الذي تحول لدينا حتى استطعنا تجاهل صناع التغيير الحقيقيين واخترنا بدلاً منهم شخصيات لا تُشكل أولوية ولا تشكل إضافة حقيقية لقيمنا وأعرافنا؟
الرسالة التي بعثها هذا الحدث تقول إننا ما نزال أسرى سطحية تقاس بعدد المتابعين لا بقيمة التأثير.
كيف استمرأنا مشاهدة الأضواء والأجواء الاحتفالية في الوقت الذي يتجرع فيه الأشقاء في غزة أفظع أشكال الظلم والإبادة؟
إن تبدل هذه الرؤية والتحول بالأولويات شاهد خطير على ضياع البوصلة الأخلاقية والتخلي عن المسؤولية.
بالجانب الآخر، يقبع الكاتب الوطني أحمد حسن الزعبي وصوت الضمير الأردني خلف القضبان بعد أن أمضى عمره مشهراً "قلمه" في وجه الظلم والفساد نصرة للوطن.
*الكاتب عضو الملتقى الوطني للدفاع عن الحريات.