الوَجهُ الخَفيّ لِلدكتور سُفيان التَلّ


 (جُزء(1))
كُلنا يعرف القامة الوطنية العلمية والسياسية الدكتور سفيان التل الأكاديمي والناشط الوطني والسياسي والمستشار الدولي في شؤون البيئة والمقرر الأسبق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وكلنا يعرف أن له الكثير من الكتب والأبحاث في الشؤون السياسية وعلم الإجتماع والبيئة.
هذا الرجل الموسوعة الذي تشرّفت بالتعرف عليه من بضعة سنوات لاحظت أنه متابع لما أنشره من أشعار عبر وسائل التواصل الإجتماع وكان يبدي إهتماماً لا يخفى بالشعر والمسائل البلاغية واللغوية خلال لقاءات جمعتني به الفترة القصيرة الماضية، إهتمامه هذا لا يمكن تصوره إلا من شخص ضليع باللغة والأدب والشعر، وبسؤاله عن هذا الإهتمام الواضح كانت المفاجأة لي أن قال إنه كان يكتب الشعر قديماً في شبابه إلا أنه انشغل عنه بالدراسة والتحصيل العلمي العالي وبالسياسة أيضاً وإلى وقتنا الحاضر.
وأمام إصراري على الإطلاع على بعض أشعاره أرسل لي بعضاً من أشعاره المنشورة منذ أواخر الخمسينات من القرن المنصرم فأدهشتني أشعاره الجميلة والفصيحة إلى حدّ الذهول، وأدركت أنني أمام شاعر كبير توارى قسراً خلف بحار السياسة والنشاط الإجتماعي ولولا ذلك لكنّا أمام شاعر عملاق من شعراء العصر الحديث كيف لا وأنا أقرأ له من قصيدةٍ أثناء الدراسة في ألمانيا بعنوان على ضفاف الراين يقول فيها على البحر الطويل الجميل:
طُيوفَ الهوى هُبّيْ عَليّ معَ الفَجـرِ
وَهاتي خيالَ الأمسِ في مَوجَةِ النَّهـرِ
وَرِقّي لِنَفسيْ أَنتِ أدرى بِما بِها
حياتيْ حَياةُ الثَّغْرِ يَهْفو إلى الثّغْرِ
ويقول:
أَبُثُ إلى ألنَّهرِ الغريبِ صبابَتي
وأَشكو إلى نَفسيْ فَترنوْ إلى شِعريْ
وَقفتُ ونَفسيْ والخَيالات باكِياً
وَهيْهاتَ للإنسانِ يَنجو مِنَ الضُّرِّ
أَلومُ اصطِباريْ أَم أُكَفكِفُ عَبرتيْ
وأَحبِسُ شَدويْ أَم أُناجيْ بِهِ قَبريْ
فوا عَجَباً كَمْ يَحشُرُ الدَّهْرُ أَنفَهُ
إِذا ما رأَى المَسرورَ خِلواً مِنَ الشَّرِّ
يَتبَع .. الجزء (2)