هكذا نفهم "سفرة" الملك الأميركية!



لا يحتاج الأردن إلى التعرّف على المؤسسات الأميركية، ونحن نعني بالطبع "مطبخ السياسات"، ولكنّ من الطبيعي أن يستثمر علاقاته التاريخية مع واشنطن في مثل هذا الوقت شبه الضائع.

صحيح أنّ إدارة الرئيس بايدن تُجهز نفسها للرحيل، ويضع الفريق أغراضه في صناديق كرتونية، ولكنّ ما يجري في العالم يجعلها أمام قرارات مهمّة، وما يعنينا هنا هو ما يتعلّق بمنطقتنا.


زيارة الملك لأميركا، في هذا الوقت بالذات، تحمل الكثير من المعاني، فمنها ما يتعلّق بعشرات الأيام التي بقت للادارة الراحلة، ومنها ما يتعلّق بالادارة المقبلة، وعلى رأسها دونالد ترامب بالطبع.


وصحيح، أيضاً، أنّنا بين إدارتين تتناقضان في السياسات المحلية، ولكنّنا نظلّ أمام ثوابت دولية لم يتمّ اختراقها في حال من الأحوال، خصوصاً في العلاقات مع الأردن، وقد كتبنا سابقاً إنّ ترامب زاد المساعدات لنا، على الرغم من برودة العلاقات بناء على "صفقة القرن"!

في تقديرنا أنّ الملك سافر وفي ذهنه أمران: أوّلاً، دعم التوجّه لوقف الحرب في غزة، وابعاد التصعيد في سوريا عن حدودنا الشمالية، وهذا يعني إدارة بايدن، وثانياً "شدشدة البراغي" وتمتينها مع الفريق الجديد الآتي إلى البيت الأبيض، وربّما منعاً لما يمكن لإسرائيل ونتنياهو من استباق الأمور.

لا نستبق الأمور في التحليل والتكهّن، ولكنّ زيارة الملك ستحمل في نتائجها ضمانات للأردن تُبعد عنه شرور الجغرافيا، وتواصل على دعمه اقتصادياً، وقد يكون في برنامجه ما يفاجئ الكثيرين، وللحديث بقيةوفيما