البرغوثي: تقرير "أمنستي" يجب ان يحفز "العدل الدولية"، ويؤكد مسؤولية داعمي الاحتلال عن الابادة الجماعية



رحب د.مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية بتقرير منظمة أمنستي انترناشونال الذي صدر اليوم و الذي أكد بالأدلة القاطعة استمرار إسرائيل في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة على مدار الأربعة شهرا الماضية.

وأكد البرغوثي أهمية ما تضمنه التقرير من تحميل مسؤولية التواطؤ مع جريمة الإبادة للدول التي تزود جيش الاحتلال بالسلاح.

وقال البرغوثي إن هذا التقرير الموضوعي يجب أن يحفز محكمة العدل الدولية على تسريع مداولاتها بشأن جريمة الإبادة الجماعية التي تتواصل في قطاع غزة، كما أن استنتاجاته يجب أن تدفع جميع الدول الى وقف تزويد إسرائيل بالسلاح فورا و إلى فرض العقوبات و المقاطعة عليها حتى توقف جريمة الإبادة الجماعية و تتحمل المسؤولية الكاملة عن أفعالها.
وأصدرت منظمة العفو الدولي "أمنستي" أمس تقريرا قالت فيه إن أبحاثها توصلت إلى "أساس كافٍ لاستنتاج أن حكومة إسرائيل ارتكبت وما زالت ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة المحتل".

وفي التقرير التاريخي بعنوان "تشعر وكأنك دون البشر": الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة، توثق منظمة العفو الدولية كيف ارتكبت القوات الإسرائيلية، خلال هجومها العسكري الذي شنته منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعمالاً محظورة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، بقصد محدد لتدمير الفلسطينيين في غزة.

لقد تسببت القوات الإسرائيلية في تدمير غير مسبوق، على مستوى وسرعة لم نشهدهما في أي صراع آخر في القرن الحادي والعشرين، حيث سوت مدنًا بأكملها بالأرض ودمرت البنية التحتية الحيوية والأراضي الزراعية والمواقع الثقافية والدينية، مما جعل مساحات كبيرة من غزة غير صالحة للسكن.

وأشار التقرير إلى استشهاد أكثر من (42) ألف فلسطيني، بما في ذلك أكثر من (13300) طفل، وأصيب أكثر من 97 ألف آخرين، وكثير منهم في هجمات مباشرة أو عشوائية متعمدة، وكثيراً ما قضت على أسر بأكملها من أجيال متعددة.

لقد فرضت حكومة إسرائيل ظروفاً معيشية في غزة خلقت مزيجاً قاتلاً من سوء التغذية والجوع والأمراض، وعرضت الفلسطينيين لموت بطيء مدروس.

كما أخضعت حكومة إسرائيل مئات الفلسطينيين من غزة للاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي والتعذيب وغير ذلك من ضروب سوء المعاملة.

إن هذه الانتهاكات تشكل في حد ذاتها انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي أو القانون الدولي لحقوق الإنسان. ولكن إذا نظرنا إلى الصورة الأوسع للحملة العسكرية الإسرائيلية والتأثير التراكمي لسياساتها وأفعالها، فإن الاستنتاج الذي توصلنا إليه هو نية الإبادة الجماعية.

يستند تقرير منظمة العفو الدولية البحثي إلى مقابلات مع أكثر من 200 شخص، بما في ذلك الضحايا والشهود الفلسطينيون، والسلطات المحلية في غزة، والعاملين في مجال الرعاية الصحية، والعمل الميداني المكثف، وتحليل الأدلة البصرية والرقمية الواسعة النطاق، بما في ذلك صور الأقمار الصناعية، وتحليل تصريحات كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين الإسرائيليين، والهيئات الإسرائيلية الرسمية.

وقالت المنظمة إن هذه النتائج التي توصلت إليها يجب أن تكون بمثابة جرس إنذار للمجتمع الدولي: هذه إبادة جماعية، ويجب أن تتوقف الآن، مؤكدة أن نشر هذا التقرير يأتي للمساعدة في وقف الإبادة الجماعية المستمرة، ومنع المزيد من أعمال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، وتأكيد الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار.